الممرّ الإلزامي لإنتخاب الرئيس… وما دور البطريرك الراعي؟

شكّلت زيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى فرنسا تحت عناون زيارة أبناء الرعية كما يفعل كل بطريرك، فرصة للإطلالة من منظار فرنسي على الإستحقاق الرئاسي حيث يلتقي يوم غد الثلاثاء الرئيس الفرنسي ويتداول معه في الإستحقاق الرئاسي.

ورافقت الزيارة الكثير من التكهنات عن لائحة بأسماء مرشحين أخذها معه البطريرك ليطرحها على المسؤولين الفرنسيين وهذا ما تنفيه جهات مُراقبة، فما صحة الأمر؟ يعتبر نقابي عتيق واكب مراحل طويلة من الإستحقاقات الدستورية على مدى عقد أن “البطريركية المارونية لم تعد في وارد الدخول بلعبة الأسماء الرئاسية، لا سيما بعد ما حصل أيام البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير، بعد العملية التي تسبَّبت بمذبحة بين المسيحيين أيام الطائف وما تلاها في العام 2007 عندما أهمل المعنيون لائحة الأسماء التي رفعها آنذاك للرئاسة”.

ويلفت خلال حديثٍ مع “ليبانون ديبايت”، إلى أنّ “دوره إقتصر على تزكية أسماء كما حصل مع الرئيس إميل لحود لأن سياسة البطريرك عندما يوجد نوع من التوافق على شخص لا يعارضه حتى لو كان لا يريده فهو دائما يعمل على تقريب وجهات النظر أو كان يحاول إنجاز لائحة تسمح بإختيار أو إتفاق على شخص يكون من ضمنها دون أن يكون هو طرفاً مباشرا ضد الآخر”.

ولا يخفي النقابي أنّ “ما يهم البطريرك أن يكون الرئيس الذي سينتخب يحظى بتأييد القوى المسيحية الأساسية، فإميل لحود عند إنتخابه كان أغلبية المواطنين معه وأيام إلياس الهرواي كانت الأحزاب الرئيسية مُغيبة فكان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بالسجن والرئيس ميشال عون بالمنفى وريمون إده في الخارج وحزب الكتائب مقاطع بسبب الخلاف الحاد بين جورج سعادة وإلياس الهراوي”.

ويعتبر أنّ “كل هذه الأمور إستفاد منها الفراغ وركبت زعامات وشخصيات، وعند حصول التحول الكبير بعد إستشهاد الرئيس رفيق الحريري استفاق الجميع ولاحظ أن جميع هذه القوى المسيحية غابت عن المشهد لمصلحة من حل مكانهم، لذلك يعي البطريرك لهذا الشيء ويقول على الأقل يجب أن يكون لدينا قوة أو إثنتين مسيحيتين، أو قوة أساسية تؤيد المرشح الرئاسي ليكون لدينا نوع من التوازن”.

ويتوقف هنا أمام “اللعبة أو ما يمكن تسميته المشكلة حيث يوجد مرشح معروف يؤيده “الثنائي الشيعي”، فالثنائي، برأيه، “دوره أساسي وهو قوة متماسكة من 27 صوتًا وهي بأكملها مع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية بالمقابل، هناك القوى المسيحية والتي هي القوات والتيار وغيرهم لا يريدون فرنجية، لكن لديهم نقطة ضعفهم هي أنهم ليسوا متوافقين على رئيس، والفرنسيون واضحون معهم بأنه ليس لديهم مرشح معلوم عكس الثنائي فمرشحه معلوم ومعلن عنه”.

ويشكك النقابي أن “يكون البطريرك الراعي يحمل أسماء معه إلى العاصمة الفرنسية فمن الممكن أن يحصل تداول بأسماء ولكنه حتماً لا يحمل لائحة أسماء”.

ويؤكّد في هذا الصدد أنّه لا يُمكن لفرنسا ولا البطريرك فرض رئيس، وفرنسا تحاول لعب دور ما ولكنها عندما كانت في عز قوتها لم تتمكن من فرض رئيس، ولن تسطيع اليوم من فرضه ولكن لها دور من خلال تقريب وجهات النظر وهي تطوعت لهذه الغاية”.

والمطلوب برأي النقابي المخضرم اليوم من “أجل وصول فرنجية، أنْ تتقدم إحدى القوتين المسيحيتين نحوه لكي يُصبح رئيس إما أن تؤمن له النصاب وإما أن تذهب وتنتخبه”.

ويكشف عن “سبب الخلاف بين رئيس حزب القوات سمير جعجع ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، فقد طلب جعجع من باسيل أنْ يدخلوا بالوزير السابق جهاد أزعور ليكسروا حزب الله لكن باسيل قال له: لنفترض لم يصوت أي شيعي لرئيس الجمهورية فدستوريا ونظريا رئيس الجمهورية هو رئيس كل لبنان فكيف يأتي رئيس من دون أن ينتخبه أحد من الشيعة؟ اين الميثاقية؟”.

ومن هذا المنطلق يَخلص ليقول أنه “ليس من فريق بإستطاعته فرض مَن هو الرئيس، عليهم الإتفاق إما أكثرية موصوفة تعطي للرئيس مناعة وقوة وإما سيستمرون بالنقاش ويتداولون ويتحاورون إلى أنْ يصلوا لنتيجة”.