اتّحاد الكتّاب اللبنانيّين مؤسّسة وطنيّة جامعة

الدّكتور الياس زغيب

أمين عام اتّحاد الكتّاب اللبنانيّين

تأسّس اتّحاد الكتّاب اللبنانيّين عام ١٩٦٨ ليضمّ عددًا كبيرًا من كتّاب لبنان وأدبائه، وليكون المساهم الأبرز في تعزيز الثّقافة، وبلورة الهويّة الثّقافيّة الوطنيّة. وهو عضو في المجلس العام لاتّحاد الكتاب والأدباء العرب، وله دور مؤثّر وفاعل فيه.

إنّ اتّحاد الكتّاب اللبنانيّين هو مؤسّسة وطنيّة جامعة تحاول جمع الكتّاب المقيمين والمنتشرين في أصقاع العالم تحت مظلّة الفكر والإبداع اللبنانيّ، فكان له مواقف وطنيّة في مختلف الظروف التي مرّ بها لبنان داعيًا إلى الوحدة الوطنيّة وتغليب لغة العقل. كما ساهم في النّهضة الثقافيّة من خلال نشاطاته الثّقافيّة المختلفة كالمؤتمرات التي نظّمها والنّدوات والأمسيات الشّعريّة، بالإضافة إلى إصدار مجلّة «إشارات»، وبعض الكتب في لفتة تكريميّة لأدباء لبنانيّين كبار.

تواتر على الأمانة العامّة للاتّحاد اثنا عشر أمينًا عامًّا كان آخرهم العميد الدكتور محمد توفيق أبو علي الذي تمّ انتخابه على رأس هيئة إداريّة جديدة في تشرين الأوّل ٢٠١٩، بيد أنّه لظروف خاصّة به قدّم استقالته من الأمانة العامّة ومن الهيئة الإداريّة للاتّحاد؛ وعلى الأثر تشاور الزملاء والزميلات فيما بينهم، وتمّت تزكيتنا لاستلام مهام الأمانة العامّة لاتّحاد الكتّاب اللبنانيّين في ١٣/٧/٢٠٢٠. وفي ما يلي نصّ البيان الذي صدر عن أمانة الإعلام والعلاقات العامّة في الاتّحاد بهذا الخصوص:

«الشاعر الدكتور الياس زغيب أمينا عامًّا لاتحاد الكتّاب الّلبنانيّين.

اجتمعت الهيئة الإدارية لاتّحاد الكتّاب الّلبنانيّين في قصر الأونيسكو في بيروت، فقدّمت الشكر الكبير للعميد الدكتور محمد توفيق أبو علي، على ما بذله من جهود في ظروف استثنائية، وتمنّت لو أنّ ظروفه الشخصية سمحت له بمتابعة مهامه في الأمانة العامة.

هذا، وقد اتّخذت الهيئة قرارًا بالإجماع بتكليف الشاعر الدكتور الياس زغيب أمينا عامًّا للاتحاد، الذي شكر بدوره الدّكتور أبو علي على ما بذله من تضحيات خلال الأشهر القليلة في سدّة الأمانة العامة، كما شكر أعضاء الهيئة الإداريّة على ثقتهم الغالية، متمنّيًا أن يعمل الجميع كفريق عملٍ واحد، همّه الأوّل والأخير مصلحة الاتّحاد الذي يجمع غالبية الكتّاب والأدباء اللّبنانيّين، مركّزًا على ضرورة الإسراع في أمرين ملحيّن: الأول، إنجاز الضمان الصحّي لأعضاء الاتّحاد؛ والثاني، مكننة الجانب الإداري في الاتّحاد».

وعليه فقد تولّينا الأمانة العامة بظروف صعبةٍ تمرّ بها البلاد على المستويات السياسيّة والصحيّة والاقتصادية، ناهيك عن أنّ الوضع المالي للاتّحاد في السنوات الأخيرة دقيق جدًّا، فإيراداته تكاد لا تكفي لسداد الفواتير الأساسية لاستمرار المؤسّسة، ما يحول دون قدرتنا على إنجاز نشاطات ومؤتمرات وطنية وعربيّة. فمساهمة وزارة الثّقافة قد خفِّضت من ١٢٠مليون ليرة سنويًّا إلى ٢٠ مليون ليرة سنويًّا، وما يدخل الصندوق من تسديد الاشتراكات مبلغ ضئيل جدًّا… ولكن على الرغم من ذلك فإنّنا نحاول جاهدين أن نستمرّ وأن نحقِّق بما تيسّر بعض الإنجازات الضّروريّة لإعادة الحياة للاتّحاد، ليتمكن من العودة بقوة إلى الساحة الثقافية اللبنانيّة والعربيّة. ونحن نعمل على مكننة الجانب الإداري وإنشاء تطبيق على الهواتف الذكيّة- يذكّر بأبرز المناسبات الثقافيّة- وتفعيل الموقع على الإنترنت، وسيضمّ هذا الموقع تقارير بالنشاطات ومقالات وأبحاثًا ونبذةً عن بعض الكتاب اللبنانيّين المتميّزين كلّ في مجاله… كما انتهينا من وضع قانون يؤمّن الضّمان الصحّيّ للكتّاب المنتسبين إلى الاتّحاد، ونحن بانتظار تقديمه إلى الصندوق الوطنيّ للضّمان الاجتماعي والموافقة عليه؛ بالإضافة إلى ذلك نعمل على إصدار مجلّة محكّمة تفسح في المجال أمام الباحثين وطلاّب الدّكتوراه لنشر أبحاثهم العلميّة. وبانتظار أن تعود الحياة الطبيعيّة لمجتمعنا، فنستطيع مزاولة نشاطنا الثقافيّ، ومواكبة الحراك الأدبي في البلد، قد نلجأ إلى القيام ببعض المحاضرات والندوات عن بعد عبر الفضاء الافتراضي.

واخيرًا لا يسعني إلا أن أتمنّى لي ولزملائي وزميلاتي في الهيئة الإداريّة لاتّحاد الكتّاب اللبنانيّين التوفيق في خدمة الكاتب اللبنانيّ والثقافة اللبنانيّة، كما أدعو جميع الكتّاب إلى وضع ثقتهم بهذه المؤسّسة الوطنيّة، والالتفاف حولها، من أجل غدٍ أفضل يعيد للبنان رونقه الحضاريّ ولبيروت ريادتها على خارطة الثّقافة العربيّة والعالميّة.