مِقياسٌ أَبَديٌّ…سمير طنوس

المجد لله

لمجدِ اللهِ وخيرِ جَميعِ النُّفوس.

رأيٌ حُرٌّ

مِقياسٌ أَبَديٌّ..

مَنْ يَرتَكِبِ المَعاصي، سَوفَ يُدانُ أمامَ عَرشِ الله، وَلكن، مَنْ يُحَلِّلْها سَوفَ تَكونُ دَينونَتُهُ أَعظَم، وَسَوفَ يَتَمَنّى لو لَم يولَدْ…!

قارِنْ بِنَفْسِكَ:

قالَ الله: لا تَعبُدْ سِواهُ، والنّاسُ تَركُضُ وَراءَ المادّة…

قال: لا تَحلِفْ بِاسْمي، وَيَجعَلونَ اللهَ شاهِدَ زورٍ…

قال: إحفَظْ يَومَ الرَّبِّ وَقَدِّسْهُ، ولا وَقتَ عِندَهُم سِوى لِلمَلَذّاتِ…

قال: أَكرِمْ أَباكَ وأمَّكَ لِتَرِثَ خيرًا، وَنُشاهِدُ مَنْ يُهينُهُم ويَجرَحُهُم ويَرميهِمْ… ويَسألونَ عَنِ الخَير.

قال: لا تَقتُلْ، نَسمَعُ كلَّ يَومٍ بالقَتْلِ مِنْ أَجْلِ الشَّهَواتِ وَالغيرَةِ والسَّرِقَةِ والاغتِصابِ و… (بَشِّرِ القاتِلَ بالقَتْل، ولو بَعْدَ حينٍ) وَكيفَ إنْ كانَ مَنْ يُحَلٍّلُ القَتْلَ لأَيِّ سَبَبٍ كان، سَوفَ تَكونُ دَينونَتُهُ عَظيمَةً جدًّا.

قال: لا تَزنِ، الزَّاني سَوفَ يُدانُ، ولكنْ مَنْ يُحَلِّلُ الزِّنى لِنَفْسِهِ فَهوَ خَطَرٌ كبيرٌ، ومَنْ يَغتَصِبُ، فَسَوفَ يُواجِهُ عَدالةً قاسِيةً، وأَمَّا مَنْ يُحَلِّلُهُ للآخَرينَ ويَجعَلُهُ شَريعَةً لَهُم، فَهوَ حَكَمَ على نَفْسِهِ بِالهلاكِ الأَمَرِّ والأَبَديّ.

قالَ: لا تَسرِقْ، كُلَّما كَبُرَتِ المَسؤوليّة، كَبُرَتْ مَعْها الدَّينونَة، المواطنونَ يَختارونَ المسؤولينَ لِتَحسينِ نَوعِيَّةِ الحَياة، فَيُقيمونَ الصَّفَقاتِ ويَنهَبونَ الشَّعوبَ والأوطان، ولا يَردَعونَ شَهَواتِ عُيونِهِم وأَطماعِهِم٠ والدَّينونَةُ الأَكبر، لِمَنْ يُحَلِّلُ للنّاسِ السَّرِقَةَ والسَّبي، ولا يُحرِّمونَ شيئًا مِمّا يُحَرِّمُهُ الله، فَوصَلَتْ بِهِمِ الأُمورُ لِقَتْلِ الإنسان، مِنْ أَجْلِ سَبْيِهِ واستِعبادِ مَنْ لَهُ، واغتِصابِ إيرادَتِهِ، وَتَظُنُّونَ بِأنَّكُم سَوفَ تَهرُبونَ مِنْ عَدالةِ الله؟… والجَديدُ سَرِقَةُ أسلاكِ الكهرباء، ممّا يَعني حُقوقًا وأموالًا عامّةً، وأَمَّا التَّهريبُ فَهوَ سَرِقَةٌ كبيرَةٌ لِحُقوقِ الخَزينةِ العامَّة، ويَحتَمونَ بِاللِّباسِ الدِّينيِّ والطّائِفيّ، وكأنَّ اللهَ لا يَراهُم…

قال: لا تَشهَدْ زورًا، يَحلِفونَ على الكُتُبِ مِنْ أَجْلِ المَكاسِب، وَقَد يَحلِفونَ باللهِ على (باقَةٍ مِنَ الفِجْلِ)…

قال: لا تَشتَهِ مُقْتَنى غَيرِكَ، فَكيفَ تَأخُذُ ما هوَ ليسَ لكَ؟ قد يَكونُ فَقيرًا واشتَرى سَيّارةً لتأمينِ عَيشِهِ وعَيشِ عائِلتِهِ، فَيأتي المُحَلِّلُ لَهُم ويَسرِقُها، واللهُ قالَ: إيَّاها لا تَشتَهِ…

قالَ: لا تَشتَهِ امرأَةَ قَريبِكَ، تَحدُثُ أُمورٌ فَظيعَةٌ تَتَخَطَّى المَعقول، يَشتَهي زَوجَةَ والدِهِ وزَوجَةَ أَخيهِ… وتَحْدُثُ أيضًا أُمورٌ تُخالِفُ الكَثيرَ مِنَ الوَصايا، يَقتُلونَ رَجُلًا ليأخُذوا عِرْضَهُ، ويَغتَصِبونَ قُصّارًا أو أبرياءَ ويَقتُلونَهُم، ما هذهِ الأَديانُ؟ وما هذا النَّوعُ مِنَ البَشَر؟ وما هذا التَّعليم؟…

الوَيلُ لَكُمْ أَمامَ الله، أيُّها الظّالمونَ والمُرتَكِبونَ هذهِ المُحرَّمات، والويلُ الويلُ لِمَن يُحَلِّلُ لِنَفْسِهِ ما يُخالِفُ وَصايا الله المُقَدَّسَة، والويلُ الأَعظَمُ لِمَنْ يُحُلِّلُها للآخَرين…!!