قال متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأورثوذكس المطران الياس عودة: “مُشكِلَةُ البَلَدِ هِيَ الأنا المُسْتَشْرِيَة، الَّتي تَجْعَلُ مِنْ كُلِّ شَخْصٍ، مَسؤولًا كانَ أو مُواطِنًا، يَهْتَمُّ بِمَصالِحِهِ الشَّخْصِيَّةِ فَقَط، مُتَجاهِلًا الآخَرَ ومُنَكِّلًا بِهِ مِنْ دونِ أَيِّ إِحْساسٍ بِالمَسؤولِيَّةِ تُجاهَه. الفَرْدِيَّةُ والقَبَلِيَّةُ في لُبْنانَ وَجْهانِ لِعُمْلَةٍ واحِدَةٍ اسْمُها الأنانِيَّة”.
وفي عظة الأحد، أكد عودة ان “كلٌّ يُريدُ مَصلَحَةَ جَماعَتِهِ، ويَسعى لإيصالِ زَعيمِهِ إلى سُدَّةِ المَسؤولِيَّة، فيما على الجَميعِ أَنْ يُفَكِّروا بِمَصيرِ شَعْبٍ قابِعٍ في ظُلْمَةِ الفَقرِ والذِلِّ والقَهر”.
وتابع، “نَقْصُ المَحَبَّةِ والتَّآزُرِ جَعَلَ مِنْ بَلَدِنا مَجْموعَةً مِنَ الجَماعاتِ تخافُ بعضُها البعضَ بسببِ انعدامِ الثقةِ تارةً، والشعورِ بالتَفَوُّقِ أو القوَّةِ طوراً، واختلافِ الهَدَفِ في كلِّ حين. فلكلِّ فئةٍ نظرتُها ومَصلحتُها وغايتُها، والوطنُ حقلُ اختبارٍ والمواطنُ الأداة”.
واستكمل، “أملُنا أن يعودَ النوابُ إلى ضميرِهم ويتأمّلوا في دِقَّةِ المرحلة، وحاجةِ البلدِ القُصوى إلى الإنقاذِ، وأن يَتَوصَّلوا في الجلسةِ القادمةِ إلى انتخابِ رئيسٍ للبلاد يكونُ فاتحةَ الطريقِ إلى الإنقاذ. أملُنا أن تَجري الجلسةُ بهدوءٍ وديمقراطيةٍ ومسؤولية، بحسبِ ما يُمليه دستورُ بلادِنا وحَراجةُ المرحلة، وبلا أيِّ تحدٍّ أو انتهازيةٍ أو تَعطيلٍ أو تَهديد”.
وقال: “فَلْتَجْرِ العمليةُ الإنتخابيةُ بحُرِّيّةٍ وديمقراطية، ولْنُهَنِّئْ جميعُنا الفائزَ ونَبدأْ مرحلةً جديدةً عنوانُها العملُ والإنقاذ”.
وأضاف عودة، “لقد استَذْكَرْنا منذُ أيامٍ كبيراً مِن لبنان غادَرَنا منذ إحدى عشرةَ سنةً لكنّه ما زال حاضراً في عقولِ وقلوبِ الكثيرين. غسان تويني عَشِقَ لبنان وعَمِلَ من أجلِه طيلةَ أيامِ حياتِه. دافعَ عنه بلداً للحريةِ والديمقراطيةِ والإنفتاحِ والتنوُّع. أرادَه بلدَ الفكرِ والإشعاعِ وحريةِ الرأي والكلمة والموقف، فهل يجوزُ جَعْلُه بلدَ الإنعزالِ وكَبْتِ الحُريّاتِ وكَمِّ الأفواه”؟
وختم متسائلاً: “كيفَ تكونُ بيروتُ عاصمةَ الإعلامِ العربي وتَمنعَ دخولَ صحافيةٍ إليه؟ كيفَ يكونُ لبنانُ كما أرادَه غسان تويني وأمثالُه مِنَ الكبار ويَعْصى فيه انتخابُ رئيس”؟
إحتراماً لمبادئِ غسان تويني وأمثالِه، ولديمقراطيةِ لبنان ودورِه، على السياسيين وجميعِ المسؤولين أنْ يُحْسِنوا قراءةَ التاريخِ من أجل رَسْمِ المستقبلِ بدقَّةٍ ومسؤولية.
دَعوَتُنا اليَوْمَ أَنْ نَسعى إلى عَيْشِ القَداسَةِ عَبْرَ تَطبيقِ الوَصايا الإِلَهِيَّةِ، وهَذا الأَمْرُ لا يَتَحَقَّقُ مِنْ دونِ التَآزُرِ المُؤَسَّسِ على المَحَبَّةِ والإحْتِرامِ والسَّعيِ إلى خِدْمَةِ كُلِّ مُحتاجٍ بفَرَح. قَدَّسَ اللهُ حَياتَكُم جَميعًا، بِنِعْمَةِ روحِهِ القُدُّوس، آمين”.