نشرت مجلة “إيكونوميست” تقريراً قالت فيه إن نادر يوسف، البالغ من العمر 31 عاما، شرع في آب الماضي، مع 410 أشخاص آخرين في رحلة بحرية لمدة 8 أيام من لبنان إلى إيطاليا.
Advertisement
وبحسب التقرير، فإن يوسف كان يعمل كسائق توصيل وقد تدهورت قيمة راتبه بشكلٍ كبير أمام الدولار لاسيما أنه كان يتقاضى الليرة اللبنانية، ما جعله غير قادر على تحمل إيجار 100 دولار شهرياً. وإثر ذلك، تم إخلاؤه على الفور مع زوجته الحامل وأطفاله الـ5، اثنان منهم مصابان بأمراض مستعصية.
وأشار التقرير إلى أنّ يوسف أصيب بحالة من الإكتئاب واليأس، فاضطره الأمر إلى بيع شاحنته مقابل 4 آلاف دولار، فيما اقترض 2000 دولار أخرى ليدفعها لمهرب يأخذه إلى أوروبا. وخلال رحلته في البحر عبر قارب، اتصل يوسف بزوجته ليبلغها بما فعل، وقال لها قبل وصوله إلى
ad
ألمانيا واستقراره هناك: “أرجوك سامحيني، لم يكن لدي خيار آخر”.
وأوضحت المجلة أنّ معظم مبحري القوارب الذين يغادرون شواطئ لبنان بشكل غير قانوني هم سوريون يطلبون اللجوء في أوروبا، مشيراً إلى أنّ العدد الإجمالي للذين يبحرون بشكل غير قانوني ارتفع إلى 10 أضعاف خلال 4 سنوات.
كذلك، فقد كشف التقرير أنَّ نسبة القادمين من لبنان تضاعفت من 12% عام 2021 إلى 24% بعد عام، مشيراً إلى أنّ الأزمة المتمادية في لبنان على الصعيدين المالي والإقتصادي دفعت المزيد من اللبنانيين إلى الهجرة، ويضيف: “وفقاً لاستطلاع حديث، قال 61% من اللبنانيين إنهم يرغبون في العيش أو العمل في الخارج”.
بدوره، يقول زكريا عبد الرحمن، قبطان قارب يبلغ من العمر 60 عاما في طرابلس، الميناء الثاني في لبنان: “يأتي الناس إلى هنا كل يوم بحثاً عن شخص ما ليأخذهم عبره”، بحسب التقرير.
وخلال السنوات الماضية، كان الهاربون عبر البحر يخوضون رحلتهم إلى قبرص على مدى 14 ساعة، لكن ذلك لم يعد ممكناً، إذ أنه في العام 2020، اتفق لبنان مع قبرص على أنه سيتمّ إعادة الوافدين غير النظاميين بسرعة. وإزاء ذلك، فإن معظم القوارب التي تغادر لبنان بشكل غير قانوني تتجه الآن إلى إيطاليا، على مسافة أبعد بـ10 مرات. وفي العام 2019، كان عدد الذين ماتوا وهم يحاولون الوصول إلى قبرص المجاورة 6؛ وفي العام الماضي لقي 157 شخصا على الأقل حتفهم متجهين إلى أقصى الغرب، ويخشى أحد خبراء الهجرة من أن يصل عدد القتلى هذا العام إلى 400.
مع هذا، فقد زاد خطر القبض على القوارب، ما دفع بعض القباطنة إلى البقاء في أوروبا بأنفسهم. ووسط ذلك، فإن الناس اليائسين ما زالوا يريدون أن يتحملوا عناء الرحلة علّهم يصلون إلى نتيجة من ذلك.