يرى الكاتب والمحلل السياسي وجدي العريضي, أنه “إذا أردنا أن نعلم ماذا سيجري رئاسيا, فما علينا إلا ان ننتظر بعض المحطات وفي صلبها زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت من ثم إنعقاد خليّة الأزمة السعودية في الإليزيه والذي شارك فيها إلى جانب المستشار الديوان الملكي نزار العلولا, السفير السعودي في لبنان وليد بخاري”.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت” يقول العريضي: “وبحسب معلوماته الأولية, ان بحث رئاسي معمّق ترجمة للقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد جرى في لقاء الوفدين السعودي والفرنسي, وهذا ما ستظهر معالمه ونتائجه خلال زيارة لودريان إلى العاصمة اللبنانية”.
ويعتبر أن “لودريان لن يقوم بزيارة استطلاعية, ولن يحمل معه اسم مرشّح أو إنتخاب رئيس في أقرب وقت ممكن, بل سيستمع إلى وجهات النظر من المسؤولين اللبنانيين الذين سيلتقيهم, وسيكون حاسماً وجازماً معهم بناء لما أسفر عنه لقاء ماكرون – بن سلمان, أي هناك تسوية شاملة متكاملة عليهم أن يسيروا فيها وإلا سيتحملون كامل المسؤولية”.
ويضيف, “لا بد من التوقّف عند زيارة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إلى إيران, وما زاد على هذه الزيارة أهمية ليس الأمر مختصراً على فتح السفارة السعودية في طهران, بل الموضوع الرئاسي كان حاضراً بين بن فرحان والمسؤولين الإيرانيين, وهذا يعني أن إيران قادرة على الضغط على الثنائي الشيعي وتحديداً حزب الله من أجل الإسراع في التسوية وانتخاب الرئيس”.
ويتطرّق العريضي, إلى “الزيارة الخاظفة التي قام بها رئيس التيار الوطني الحر إلى جبران باسيل, حيث تمنى المسوؤلون القطريون عليه أن يسير بالخيار الثالث ألا وهو قائد الجيش جوزيف عون, وهنا يتسائل هل هناك خلافات ضمن اللقاء الخماسي؟ وبحسب معلوماته هناك تباينات, ولكن التسوية ستكون شاملة بتوافق كل أركانها وهذا ما سيتأكّد من خلال الإجتماع القريب على مستوى وزراء الخارجية”.
ويرى أن “لبنان أمام أسابيع مفصلية, إما أن تنجح زيارة لودريان وتأتي التسوية خلال أسابيع قليلة وينتخب الرئيس ويكلّف رئيس الحكومة العتيدة وتشكّل الحكومة, وإلا الشغور سيمتد طويلاً وسيغرق لبنان بأزمة نظام, وعندها سيطالب البعض بالمثالثة وبمؤتمر تأسيسي وتغيير النظام, وهناك مخاوف على الطائف وأمور كثيرة قد تحصل, وبمعنى أن لبنان سيدخل في “معمعة” لا مثيل لها”.
ولذلك, يلفت العريضي أن “المجتمع الدولي يدرك جيداً, وتحديداً الفرنسيين والسعوديين, مخاطر ما يحيط بلبنان, وعلى هذه الخلفية سنرى في الأيام القليلة المقبلة أكثر من موفد بعد لودريان يزور بيروت, ما يعني أن لبنان في سباق محموم ما بين إقرار التسوية والوصول إليها, وإلا فأنه سيدخل في أزمة نظام وعندها سيكون البلد كما يحصل في السودان ودول كثيرة من إنقلابات وتغيير نظام او ما يحصل في بعض الدول الإفريقية حيث يتغيّر النظام بين ليلة وضحاها وتسقط حكومات ورؤساء, هذا يعني أن كل الإحتمالات واردة عندها”.
ويختم العريضي, بالقول: “هناك إصرار سعودي حاسم سيفرض على المسؤولين اللبنانيين, أجندة التسوية, ولو ترك الأمر للمسؤولين اللبنانيين, فعندها ليس هناك من تسوية, بل سيستمرون في تصفية الحسابات والمناورات السياسية من أجل الإستحصال على مزيد من المكاسب, لذلك فإن هامش المناورات يضيق أمام المنظومة وترف الوقت لم يعد قابلاً لأي مناورة أو مراوغة جديدة, لأن البلد يحتضر والخوف من خريف الجوع الآتي إذا كان لبنان دون رئيس ودون حكومة”.