ساعات حاسمة… ماذا ينتظر لبنان يوم الاربعاء؟

أقلّ من 48 ساعة تفصل عن وصول المبعوث الفرنسي وزير الخارجية السابق جان ايف لودريان إلى بيروت، لاستناف حركة فرنسية بدفع دولي لحل أزمة الرئاسة اللبنانية وصولا إلى حل شامل للمف اللبناني بكامل تشعباته السياسية والإقتصادية والصحيّة والتربوية.

ولكن العالمين بالواقع اللبناني لا يتحمسّون جداً للزيارة التي يقاربها متابعون للحراك الفرنسي الدولي من وجهة نظر واقعية تستند أن العصا السحرية لم يحن آوانها بعد، ولا بد للفرنسيين من استطلاع الأرض قبل الدوس عليها، وزيارة لودريان تأتي في هذا الإطار ، فهو لن يخرج من قبّعته أرنباً أو من جيبه منديلاً مخطوط عليه بنود تسوية تحمل في طياتها اسم رئيس جديد للجمهورية.

اذاً ، وفق المصادر، فإن لودريان الذي اجتمع مع المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا وسفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد البخاري واطلع منهما إلى رؤيتهما للحل في لبنان من دون الدخول في بازار الأسماء الرئاسية، يصل إلى بيروت مدعوماً من المملكة ومن دول اللقاء الخماسي للقاء الأطراف اللبنانية على ضفتي “الحرب الرئاسية” ويقوم على جوجلة الأفكار التي سيضمنها تقريراً مفصّلاً يرفعه إلى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.

هذا التقرير كما تتوّقع المصادر سيكون هو اللُبنة التي يبني عليه الرئيس ماكرون ودول اللقاء الخماسي التسوية المفترضة لحل أزمة الرئاسة ولكن بشكل متكامل بحيث لا يقتصر الأمر على انتخاب رئيس بل يلحظ كل متممات العملية السياسية والإقتصادية ليأتي الحل شاملاً.

الا أن الحل لن يكون يعيد عن إيران التي لها الثقل في الملف اللبناني، لذلك توضح المصادر عن محاولة فرنسية لاستقطاب اهتمام إيراني في محاولات البحث عن تسوية، إلا أن الجانب الإيراني جوابه حاسم بأن الحديث في الشان اللبناني محصور بحزب الله وإيران لا تتدخّل فيه.

إلا أن زيارة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إلى الجمهورية الإيرانية التي توجّه إليها من باريس ليعود منها إلى العاصمة الفرنسية، جعلت الكثيرين يدخلون في تفسيرات لمعنى الزيارة، لكن المصادر تقلّل من أهمية تأثير الزيارة على الملف اللبناني فالزيارة مقررة سلفاً إلى إيران وبالتالي لا علاقة لها بالحراك الفرنسي، وعودته إلى باريس لا تعني أنه يأتي بجواب إيراني بما يتعلّق بالملف اللبناني، فعودته إلى باريس مرتبطة ببقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في باريس حتى يوم غد الثلاثاء لشأن يتعلّق بمشاركة المملكة في القرعة لمونديال 2030 والذي تدعمه فرنسا.

وتجزم المصادر بأن السعوديين يحجمون عن طرح أسماء رئاسية فقط يستمعون إلى مواقف ويناقشون في العناوين العامة، إلا أن هذا لا يعني أن لبنان سقط من دائرة الإهتمام السعودي لا سيّما أنه البلد الوحيد الذي ذكر اسمه في البيان الصادر عن الإليزيه بعد لقاء الرئيس ماكرون والأمير محمد بن سلمان.

ووفق المعطيات إضافة الى وقائع الجلسة رقم 12 لانتخاب الرئيس تستبعد المصادر أن تتم الدعوة الى جلسة قريبة وبالتالي يكون لبنان وصل إلى ازمة مفتوحة في هذا الملف مما أن الحاجة ملحّة الى تسوية يبحث عنها المجتمع الدولي.