أسف المحلل السياسي فيصل عبد الساتر, من أن “يصل المشهد السياسي في لبنان إلى مثل هذا المستوى من التعقيد, حيث لا يستطيع الفرنسيون أو غيرهم إختراق الجدار اللبناني حتى الآن، لأنه ليس لديهم أي خطة واضحة في هذا الشأن”.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”, قال عبدالساتر: “الزيارة التي بدأ بها اليوم وزير الخارجية الفرنسي الأسبق جان إيف لودريان, ربّما هي محاولة من الفرنسيين مجددا لإحياء ما كان قد طرح سابقاً, وإن تغيّرت بعض المواصفات بحسب بعض المعلومات, إلا أنه حتى الساعة ليس هناك من شيء أكيد في هذا الإطار”.
ولم يرَ “أي تغيّر في المشهد السياسي الداخلي, لذا فلن تستطيع فرنسا مهما كانت المبادرة التي تحملها من أن تحدث أي خرق, وبالتالي نحن أمام أزمة حقيقية, ربّما الوحيد الذي أشار إليها بشكل واضح رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل, عندما تحدّث أن المسألة أبعد من الرئاسة”.
اعتبر أن “لبنان دخل في أزمة نظام حقيقية, وهذه الأزمة لها جانب دستوري وقانوني, وأيضاً جانب يتعلّق بالخيارات السياسية”, سائلاً: “هل سيحاول لودريان فتح مسارب معيّنة في هذا الإطار ما دامت الكتل السياسية ستبقى على رأيها؟”.
وأضاف, “إذا كنا أمام مشهد الثنائي الشيعي الذي لن يتخلّى عن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية, وإذا كنا أمام مشهد الكتل المسيحية التي لن تتخلّى عن جهاد أزعور أو شخص آخر على غرار أزعور لكن غير فرنجية, وإذا كان رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي السابق وليد جنبلاط مصرّ على موقفه أيضاً كما أسلف في محطته السابقة بانه لن يكون مع فرنجية, فهذا يعني أننا امام استعصاء”.
وسأل: “بعد الاجتماع الذي ضم لودريان مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون, وولي العهد السعودي محمد بن سلمان, هل هناك شيء ما اتفق عليه؟ وهل سيكون هناك كلمة سر سعودية إلى بعض الكتل النيابية؟ او بعض النواب المستقلين؟ فهناك معلومات تتحدّث عن هذا الأمر”.
وأشار بكل صراحة وبكل وضوح, إلى أنه “لا يرى أي إمكانية في هذه اللحظة من تعديل المزاج العام في الرأي السياسي للقوى اللبنانية, وبالتالي سوف نشهد اليوم استعراضاً وجولات ولقاءات وترحيب وتهليل وتصريحات لكن لن يكون هناك أي شيء في الأفق”.
وبدون رؤية واضحة في الداخل اللبناني تساهم في احداث خرق, فإن عبد الساتر لا يتوقّع أن يتمكن الفرنسي أو السعودي من إحداث أي تغيير, وهذا لا يعني ان الخارج ليس لديه تأثير, ولكن لم يعد هناك من إمكانية إلا ان يتدخّل هذا الخارج ومع الأسف, إلا أن العقدة داخلية بامتياز, وأعتقد أن الوحيد الذي يستطيع ان يلعب دوراً متميّزاً في هذا الإطار, إمّا الثنائي الشيعي, وإمّا بكركي, أما الكتل المسيحية لن تغيّر رأيها تلقائياً”.
وتابع, المسألة اليوم ليست مسألة إنتخاب رئيس أو عدمه, فالأزمة أزمة نظام, ونظام الطائف ألغى رئاسة جمهورية ورئيس جمهورية, وبالتالي بتنا معتادين على أن يكون البلد بلا رئيس جمهورية كما حدث سابقاً”.
وختم عبدالساتر, بالقول: “اليوم نعيش بلا رئيس جمهورية, وبدون حكومة كاملة المواصفات, وبدون مؤسسات, وكأن هذا البلد يمشي على الماء أو على قدرة السماء, لذا أزمة الرئاسة ستمتد, إذا لم يكن هناك من إتفاق, لأن أي طرف من الأطراف قادر على التعطيل, فلا أحد يستطيع أن يرغم فريق على المشاركة في الدورة الثانية من الجلسة “.