رفضت شخصية سياسية وسطية في مجلس خاص، تهميش أو الإستخفاف بزيارة الموفد الرئاسي الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان، واعتبارها غير هامة، كما يحاول البعض تسويقها، أو أنها تهدف للإستماع إلى آراء المسؤولين اللبنانيين فقط، كاشفاً أن حلحلة ما حصلت على الخط السعودي ـ الفرنسي وتقاطعت مع الولايات المتحدة الأميركية، ومن ثم تم إبلاغها إلى القيادة الإيرانية من خلال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان الأسبوع الفائت، إذ لا يمكن لأي حلول أو تسوية أن تبصر النور دون إجماع وتوافقات كافة القوى الإقليمية والدولية الذين لهم دور وحضور مؤثّر على الساحة اللبنانية.
واعتبرت الشخصية المذكورة أمام زوارها، أنه لا بد من إيجاد تسوية ما، والتي هي وحدها ستكون الحل في هذه المرحلة، وبناء عليه، تبلّغت بأن الفرنسيين راجعوا كافة الصِيَغ التي اعتمدت في المراحل الماضية، من أجل الوصول إلى التوافقات التي كانت تعتمد في كل التسويات بعد الحروب التي عصفت بلبنان، وخلال كل الأزمات السياسية، أي وفق صيغة ” لا غالب ولا مغلوب”.
لذا، فإن الساحة اللبنانية ستشهد خلال الأسبوعين المقبلين تطورات سياسية هامة وأساسية، ربطاً بالفراغ الرئاسي الحاصل منذ أشهر، والأزمات المتراكمة على أكثر من ملف، إذ سيكون لقاء الموفد الفرنسي مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري الأبرز والأهم، على اعتبار أن رئيس المجلس هو اليوم من يملك مفتاح الإستحقاق الرئاسي، وهو من يدير جلسة انتخاب الرئيس، وكل ما يحيط بها، وهذا أمر واضح من قبل الحلفاء وحتى الخصوم، وعلى هذه الخلفية، جاءت زيارة السفيرة الفرنسية آن غريو إلى عين التينة قبيل انعقاد جلسة 14 حزيران بيومين، بحيث علم في هذا الإطار أيضاً، أن التواصل مفتوح بين غريو والرئيس بري. |