رعى وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي الاحتفال في اختتام مبادرة “تحدي القراءة العربي”، التي نظمتها مصلحة الشؤون الثقافية والفنون الجميلة في مسرح الوزارة، في حضور المدير العام للتربية عماد الأشقر، رئيسة المصلحة الثقافية صونيا الخوري، مديرة مكتب الوزير رمزة جابر، وممثلين عن المدارس الرسمية والخاصة المشاركة والتلامذة المكرمين.
وفي السياق، قال الحلبي: “محطة مضيئة وموعد سنوي مع القراءة والثقافة، تشكلهما مبادرة تحدي القراءة العربي، إنها جسر عبور مفتوح المسالك بين المتعلمين في الدول العربية وإمارة دبي العزيزة يحلو التوقف معها كل سنة لنرفع منسوب اكتساب عادة القراءة”.
وأضاف، “في هذه المناسبة العزيزة، أتوجه بتحية الشكر والمحبة والتقدير إلى صاحب المبادرة وراعيها في العالم العربي نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة وحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على رعايته الأجيال الصاعدة وترسيخ حب القراءة ونشر الثقافة، وأهنئ التلامذة الفائزين في كل المراحل، خصوصا الفائزين بالنهائيات والذين سيمثلون لبنان في دبي، وأتمنى أن يكون النجاح حليفهم، ويرفعوا اسم لبنان عاليا في هذه المبادرة التي تتميز بأهمية كبيرة”.
وتابع، “إنها مناسبة تربوية ثقافية بامتياز، نغتنمها لنشد على أيدي الأساتذة ومديري المدارس الرسمية والخاصة الذين أعدوا المتعلمين لهذه المبادرة، ونأمل أن تكون المشاركة في العام المقبل أوسع بكثير، وأن نتخطى أزمات الانتقال لكي نعود إلى تألقنا في التربية والثقافة والتواصل الوطني والعربي، كما نشد على أيدي فريق العمل في المصلحة الثقافية بإدارة صونيا الخوري وفريق عملها، وندعم عودة النشطة الثقافية والفنية في المدارس الرسمية، ونشكر للسيدة هناء جمعة جهودها ومتابعتها لإنجاح المسابقات المناطقية والوطنية”.
وأردف، “نرى في مبادرات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم العالمية تظاهرة ثقافية عربية جامعة، تلعب دورا حيويا في ترسيخ ثقافة القراءة في العالم العربي، إذ أنها استثنائية في اتساعها وشمولها واعتمادها العمل المؤسسي خلال مراحل التصفيات على مستوى الدول، وصولا إلى تتويج بطل القراءة العربي، وأظهر المشاركون مستويات لافتة في الاستيعاب والتعبير بلغة عربية رفيعة المستوى، ما يدل على المكانة التي تمثلها اللغة العربية في المجتمع اللبناني، كما تعكس حرص مؤسساتنا التعليمية وتشجيعها الطلاب على القراءة وإبراز إمكاناتهم من خلال المشاركة في تحدي القراءة العربي”.
وقال: “إن المكتبات الصفية والمدرسية تبقى المصدر الأقرب لتغذية العقول والأفكار وتحفيز المخيلة. وبالتالي، فإن أي مصدر للقراءة والثقافة واتساع المعرفة هو رافد إضافي إلى ما توفره لنا المكتبات المدرسية والبلدية والوطنية. كذلك، فإن وسائل التواصل والمراجع الرقمية التي تتيحها شبكات المعلومات أدت إلى مصالحة الناس مع القراءة، وعلينا الإفادة من كل ما يعزز عادة القراءة لدى أجيالنا”.
وشكر الحلبي “الفريق التربوي والفني والإعلامي الذي حضر من دبي خصوصا للمشاركة في اختيار الفائزين”.
وحيا، “كل من اشترك في الإعداد لهذا العمل الراقي، ومبروك مجددا لجميع المشاركين والفائزين وشكرا لمدارسهم ومعلميهم”.
وقال: “فوجئنا، كما فوجئ اللبنانيون بالأمس، بقرار جاء من خارج جدول أعمال مجلس الوزراء وطرح موضوع امتحانات الشهادة المتوسطة، فنحن كنا كوزارة تربية من المدير العام إلى رئيسة المركز التربوي ومديري التعليم الأساسي والثانوي والإرشاد والامتحانات، وكل من يعمل في هذا المبنى، على استعداد تام وجهوزية تامة لتنظيم امتحانات المتوسطة، فأمنا مراكز الامتحانات والأساتذة المراقبين والمصححين وفرق إعداد الأسئلة، وكل ما هو مطلوب لإنجاز هذا الاستحقاق التربوي والوطني من الاعتمادات لدى وزارة المالية مع الشكر لمعالي وزير المالية”.
وأضاف، “كما أمنا مع الجهات المانحة دعما بالدولار الأميركي يدفع إلى الذين سيشتركون في هذه العملية بواسطة شركات تحويل الأموال مباشرة. وإذ بنا ونحن على عتبة أيام قليلة من بدء هذا الاستحقاق الذي حددناه في 6 تموز، ومن خارج جدول الأعمال وبغض النظر عن أي اعتبار تربوي، قيل لنا إن القوى الأمنية قد تكون غير جاهزة لتأمين هذه العملية. وبصراحة كلية نتساءل، كيف يمكن ألا تتمكن من تأمين أمن الشهادة المتوسطة فيما تستطيع توفير الأمن لشهادة الثانوية العامة، صحيح أن العدد أكبر في المتوسطة، غير أنه يناهز الأربعين ألفا في الثانوية، ويستوجب تعبئة قوى أمنية أيضا”.
وتابع، “نحن في هذه الامتحانات لا نقمع تظاهرات، إنما نستفيد من وجود عنصر قوى الأمن عند مدخل كل مركز امتحانات لمراقبة دخول المرشحين إلى مراكز الامتحانات ليشاركوا فيها، ويعودون إلى منازلهم”.
واستكمل، “بصراحة كلية، كان هذا الأمر موضع استغراب واستهجان من جانبنا، ومن جانب وزارة التربية والمركز التربوي وجميع التربويين لأننا لا نقوم بإجراء الامتحانات ترفا، بل لأننا ليست لدينا وسيلة أخرى لقياس مدى أهلية المتعلمين للانتقال من المرحلة المتوسطة إلى المرحلة الثانوية، سوى عن طريق الشهادة المتوسطة”.
وأشار الى أنّه “في العام المقبل، إذا كنا بدأنا تطبيق المناهج الجديدة، وتضمنت وسيلة جديدة لقياس التحصيل التعلمي غير هذه الشهادة، فيكون قد توافر لنا حينها البديل الأفضل للتقويم. أما في المنهاج الحالي، فإن البديل غير متوافر، وهذا يعني أن نترك للمدارس الرسمية والخاصة أن تسلمنا اللوائح الاسمية، ونمنح الجميع إفادات”.
وأضاف، “لقد أعلنت أكثر من مرة وبصراحة كلية أن وزارة التربية لن تمنح إفادات، وإذ بنا نجد أنفسنا أمام هذا الواقع، وأنا ما زلت عند رأيي أن موضوع الإفادات غير تربوي إطلاقا، لأننا لا نستطيع أن نمنح التلميذ الراسب والتلميذ الناجح والتلميذ المبرر وغير المبرر والأجنبي واللبناني شهادات متساوية، فعند ذلك ماذا سيحدث في المرحلة الثانوية، وفي التعليم المهني والتقني، لدينا أسئلة لم يكن أحد مدركا خطورة هذا القرار الارتجالي”.
وتابع، “لو لدينا علم سابق، لما كنا أنهكنا الإدارة والناس بالترشيحات وتدفيعهم بدل بطاقة الترشيح، ولا كنا أنجزنا كل هذه التحضيرات، ونحن ندرس راهنا ما هو البديل عن المتوسطة، لأن مجلس الوزراء كلف وزير التربية إعداد الآلية المناسبة، وآمل أن ننجز تحضير هذا البديل بين اليوم والغد، وربما يكون لنا لقاء مع الإعلام الاثنين المقبل لإعلان الخطوات التي سنتبعها”.