بانتظار الضربة الأولى… هل تبدأ الحرب؟!

حذّرت إسرائيل لبنان، عبر الأمم المتحدة، من أنها ستستخدم القوة العسكرية لإخلاء موقعين قالت أن حزب الله أقامهما في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وهي المنطقة التي تعتبرها إسرائيل جزءاً من الجولان السوري المحتل استناداً إلى قرار ضم الجولان المحتل إلى الكيان. فماذا يكمن وراء هذه التهديدات وهل نحن أمام حرب مقبلة؟

يوصف رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والعلاقات العامة العميد المتقاعد هشام جابر, على التهديدات الإسرائيلية “بفوبيا جنوب لبنان” لأن الإسرائيلين مصابون بحالة رعب شديدة فهم غير قاردين على فعل شيء ولديهم مشاكل داخلية لا تعد، معدداً هذه المشاكل التي تبدأ بالعلاقة السيّئة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والأميركيين لأول مرة، وتداعيات الإتفاق الإيراني-السعودي الذي يعتبره الإسرائيليون ضربة لهم.

ويؤكد أن إسرائيل تحاول اليوم”فش خلقها” بضربات على سوريا، لكن ما يحصل بالضفة الغربية زاد من منسوب الرعب عندها، فالأول مرة يتكلّم الإسرائيليون بهذه اللهجة، وبأن الضفة الغربية ستصبح كالجنوب اللبناني عند التحرير.

ويؤكد أن حزب الله لن يشنّ عليهم أي حرب لأن ليس لديه مصلحة ولكن هم يتمنّون أن يبدأ هو، لأنهم لن يبدأوا فإذا بدأ نتنياهو الحرب مع الجنوب اللبناني سيتحمل النتائج والتداعيات تجاه الداخل والخارج، والكل يعلم أن حرب جنوب لبنان مع إسرائيل تداعياتها خطيرة على لبنان بالتأكيد وعلى إسرائيل وعلى منصات النفط والغاز وعلى الداخل الاسرائيلي وقوات الرضوان والصواريخ الباليستية.

فإذا كان حزب الله إستدرج لأنه يهاجم إسرائيل هو عندها يكون بموقف المدافع تجاه أميركا وتجاه العالم بأكمله وتجاه الداخل فالداخل سوف يحاسبه في حال فشل وأميركا لديها الكثير من المشاكل.

وقال: نتنياهو يتمنّى اليوم أن يبدأ حزب الله بضرب إسرائيل لكي يرد هو، ولكن حزب الله ليس بهذا الغباء أن يبدأ هو وهناك أسباب كثيرة تمنعه من أن يبدأ فيجب أن توافق إيران وتكون على إستعداد, وثانيا إذا بدأ هو فأن تداعيات تدمير لبنان سيتحمل هو مسؤوليتها.

ويلفت إلى أن موقف حزب الله كذلك في حال بدأ نتنياهو بالقصف فسيكون بموقف المدافع. وهنا بيت القصيد من سيبدأ بالضربة الأولى.

لذلك حتى الآن ليس هناك أي طرف على إستعداد أن يتحمّل مسؤولية الضربة الأولى لا حزب الله ولا نتنياهو.

أما بالنسبة إلى التهديدات الإسرائيلية بما يتعلّق بالخيم في كفر شوبا، فيوضح أن تلك المنطقة مختلفة عن بقية الحدود فاليونيفل غير متواجد فيها وليس هناك نقاط ودوريات يومية من قبل الجيش واليونيفل، فهذه منطقة وعرة، وإسرائيل تقضم جزءاً منها كل فترة وتدخل إلى أراضي لبنانية لأن لها مصلحة إستراتيجية وعسكرية، شارحاً بأن جبل حَرمون مهم عسكرياً كثيرا بالنسبة لهم.

كما أن مرتفعات كفرشوبا تشرف على القطاع الشرقي بلبنان فهي تراقبه بشكل دائم ومن دون طائرات إستطلاع أو غيرها، مؤكداً أن إسرائيل تتمادى ولا أحد يعترض عليها، ولكن منذ حادثة المزارع حصل تضامن معه وكاد يحصل إشتباك بين الجيش والاسرائيلين وهذه النقطة الوحيدة الحساسة اليوم.

ويقول: إسرائيل يمكن أنها توقفت اليوم بشكل مؤقت من أن تقضم بعض الأراضي ولكن في حال أخذت الكثير من الأراضي فالمزارعين لن يسكتوا لذلك ليس علينا أن ننتظر نصب خيم فقط, بل محاولة إزالة الشريط الشائك الذي وضعته إسرائيل منذ ما يقارب الاسبوعين.

ويضيف: هذه أمور من الممكن أن تحصل دائما وبشكل شبه يومي، لكن هل تهدد بالحرب، الجواب هو “لا” ولكن لا أحسم والمعطيات توحي بأنه ليس هناك حرب ولكن لا أحد يعلم كيف تنطلق قذيفة ويسقط قتلى عندها من الطبيعي إشتعال الحرب.

في المحصلة إسرائيل تريد حربا لكن تريد من يضرب الضربة الأولى أي يعطيها فرصة، ويستذكر هنا إحدى خطابات السيد حسن نصرالله “بأنه لن يعطي إسرائيل الفرصة لتستدرجنا للحرب في الوقت الذي يناسبها =”.

ويعتبر جابر, أن لبنان ارتكب أكبر خطأ عندما قبل بترسيم الحدود البحرية لأنه لم يكن لمصلحة لبنان، وقلنا قبل الترسيم إذا كنتم تودون الترسيم عليكم تركه للإختصاصيين وشددوا على حقوق لبنان ولا تفرّطوا بها، ولكن أكملنا، والترسيم البحري يجب أن لا يكون لوحده يقترن مع ترسيم بري. فالحدود البرية بين لبنان وإسرائيل متواجدة على الخرائط الدولية وواضحة وهي محددة بإتفاقية “رودوس” عام 1949 ، فلو أكملنا بهذا المسار لم نكن لنعاني اليوم في موضوع الغجر وكفرشوبا والمزارع.