4 أطراف تعمل لإطالة الفراغ… أين تكمن مصالحهم؟

“الفراغ طويل” خلاصة لا يمكن التهرّب منها في إطلالة واقعية على الداخل اللبناني والخارج الدولي العاجز حتى اللحظة عن فرض تسوية بفعل انتقال عدوى الإنقسام من هذا الداخل إلى ذاك الخارج.

وعلى الصعيد الداخلي ثمة ثوابت تبرهن بالدليل القاطع أن أمد الفراغ طويل جداً، لا سيّما أن من يمسك بخيوط اللعبة الداخلية مرتاح من حالة الفراغ هذه لا بل يجهد لاستمرارها، ولا يتوقّف الأمر عند فريق واحد بل يطال عدد كبير من الافرقاء الذين يتمرسّون في لعبة التعطيل ويمكن تفنيدهم على الشكل الآتي:

التيار الوطني الحر وتحديداً جبران باسيل هو واحد ممن يناسبهم إطالة الفراغ لأنه يقوم بحسابات دقيقة خلاصتها أن الإطالة تعني تخلّصه نهائياً من قائد الجيش العماد جوزاف عون مع بداية السنة وإنتهاء ولايته كقائد للجيش.

كما أن الظروف الإقليمية والدولية آخذة بالتغيير وبما أنه لا يوجد فرصة حظوظ رئاسية له حالياً فهو يراهن على تغييرات مقبلة يتوهّم من خلالها بفرصة ما بعد أن وضع نفسه على خط تقاطعي إبتعد بموجبه عن حزب الله واتجه غرباً لعلّه وعسى يتمكّن من الإفلات من العقوبات الأميركية عليه ويسهّل وصوله في مرحلة مقبلة إلى قصر بعبدا.

حزب القوات اللبنانية وبالطبع رئيسه سمير جعجع الذي لا زال يعيش في الماضي وينفصل كلياً عن الحاضر والمستقبل، والذي يثبت تمسكه بترشيح جهاد أزعور الذي نفض عرابوه وعلى رأسهم التيار الوطني الحر يدهم منه، وهو ما يؤكد أن جعجع لا يملك مرشحاً جدّياً يقتنع به، وبالتالي تمسّكه بترشيح معوض في السابق وبأزعور حالياً، هدفه واضح وهو تمرير الوقت إلى حين بروز شخص ما يقتنع جعجع به ليخوض معركة إيصاله إلى الرئاسة.

رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالتكافل والتضامن مع رئيس مجلس النواب نبيه بري فهما يديران البلد بدون رئيس مع صلاحيات فضفاضة لمجلس الوزراء، حيث يمثّل الرئيس ميقاتي لبنان أمام دول العالم ويمارس دور الحاكم بأمره يوقع المراسيم والاتفاقات والتفاهمات غير عابئ بالشغور الرئاسي الذي يقدم له فرصة العمر، لأن انتخاب رئيس جديد سينزع منه هذه الصلاحيات وبالتالي فان حظوظه ستكون معدومة في أي معادلة حكومية مقبلة.

وبالطبع فإن الرئيس بري يؤازره من خلال مجلس النواب والمصالح السياسية والوزارية المشتركة بين الرجلين.

الثنائي الشيعي لا يكترث لإنهاء الشغور في ظل الفتور الإقليمي تجاه لبنان، فلا يجد نفسه مضطراً إلى إنهاء الفراغ بدون أن يقابله ذلك محاورة من طرف إقليمي أو خارجي ، ومن هذا المنطلق يبقى متمسّكاً بترشيح سليمان فرنجية بإنتظار نضوج الحوار بينه وبين من يملك ثمن بطاقة تمرير الرئاسة.

ووفق هذه المعطيات التي يغذيها الإنقسام الداخلي فإن أفق الحل للملف الرئاسي مسدود والفراغ مرشح لأن يطول جداً، عكس ما يعتقده البعض بأنها مسألة أسابيع أو أشهر.