مع الإعلان عن وفاة ركّاب الغواصة تيتان، التي فُقدت على مقربة من حطام السفينة الشهيرة تيتانيك قبل أيّام، إثر تعرضها لانفجار داخلي (انبجار)، ظهرت على صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي صورتان قيل إنّهما تُظهران حطامها في قاع المحيط الأطلسي. إلا أن البحث أثبت أن الصورتين لا شأن لهما بالغواصة المنكوبة بل هما لحطام السفينة تيتانيك التي غرقت قبل أكثر من قرن.
يظهر في الصورتين ما يبدو أنّه حطام وبقايا مقتنيات شخصيّة في قاع البحر. وقال ناشروهما إنّهما تُظهران حطام الغواصة تيتان على بعد 400 متر من موقع غرق السفينة تيتانيك على عمق أربعة آلاف متر. وحصدت الصورتان مئات المشاركات وآلاف التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي بلغات عدّة حول العالم.
وقالت شركة “أوشن غيت” Ocean Gate المشغّلة للغواصة في بيان إنّها تعتقد أنّ ركّاب الغواصة الخمسة قضوا نحبهم. وفي اليوم نفسه، أعلن خفر السواحل الأميركي أن حُطام الغوّاصة الذي عثر عليه على مقربة من المكان بفضل روبوت، يشير إلى وقوع “انفجار داخليّ كارثيّ”. في الأثناء، ظهرت الصورتان المتداولتان على مواقع التواصل، وقيل إنّهما لحطام الغواصة المنكوبة. إلا أن الحقيقة أنه لم يتم الإفصاح عن أي صورة لحطام الغواصة من قبل السلطات الأميركية أو فرق الإنقاذ في الأيام التالية على الحادث. وقال مصدر في خفر السواحل لوكالة “فرانس برس”، الجمعة، إن السلطات “لم تنشر أي صور أو مقاطع مصوّرة للحطام”. ودعا المصدر لعدم الوثوق بأي صورة لا تصدر في بيان رسميّ أو لا تُنشر على الصفحات الرسميّة على مواقع التواصل. عدا عن صورة الغواصة السليمة المرفقة في بعض المنشورات، والتي سبق نشرها في مواقع عدّة بالتزامن مع الأخبار عن رحلة الغواصة تيتان، أظهر التفتيش عن الصورة الأولى قيد التدقيق، والتي يظهر فيها ما يبدو أنّها بقايا حذاء، أنها منشورة على مواقع إخباريّة ووكالات أنباء قبل سنوات، ما ينفي أن تكون لحطام الغواصة التي فُقدت الأسبوع الماضي. وأشارت المواقع والمؤسسات الإعلاميّة الناشرة إلى أن الصورة ملتقطة عام 2004، وقد وزّعتها آنذاك هيئات أميركية معنيّة بعلوم أعماق البحار، وهي مصوّرة في موقع حطام سفينة تيتانيك. أما الصورة الثانية، فهي منشورة أيضاً منذ سنوات، ما ينفي كذلك أن تكون حديثة. وقد التقطت أيضاً وعلى غرار الصورة الأولى في سياق مهمة استكشاف آليّة لمحيط موقع حطام سفينة تيتانيك التي غرقت في العقد الثاني من القرن العشرين. ولا علاقة لصورتي الحطام هاتين بما جرى مع الغواصة تيتان بأية حال من الأحوال. |