تقول أوساط سياسية إنّ لا انتخابات رئاسية في المدى المنظور وأن الفراغ في قصر بعبدا طويل، هذا ما يستشف، بحسب الأوساط، من خلاصة اجتماعات المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان الذي سيعود مرة جديدة الى لبنان في تموز المقبل، بعد تبيان الخطوة الفرنسية الثانية تجاه لبنان بناء على طروحات ورؤى القوى السياسية التي استمع إليها لودريان وبنى على أساسها تقريره الذي سيرفعه إلى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.
Advertisement
وإذا كانت القيادات السياسية كافة قد أبدت أسوة بـ”نواب التغيير”، إرتياحاً للقائها لودريان وما سمعته عنه، ما يوحي بأن الموفد الفرنسي اسمع كل فريق ما يريده، فإن الأكيد أن لا مبادرة فرنسية على الإطلاق تدحض المبادرة السابقة، فالأمور بالنسبة الى الفرنسيين لا تزال غير واضحة تجاه الاستمرار بالطرح القائم على انتخاب الوزير السابق سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية وتكليف السفير نواف سلام لرئاسة الحكومة، أو الانكفاء قليلاً تمهيداً لطرح مبادرة جديدة أشبه بتسوية بين الأطراف المتنازعة في لبنان بشأن مرشح ثالث، علماً أن لودريان زار قائد الجيش العماد جوزاف عون في اليرزة واستقبل الوزير السابق زياد بارود في قصر الصنوبر واستمع إلى قراءته ومقاربته للمرحلة المقبلة وافق الحل.
وحمّل مرجع سياسيّ بارز “حزب الله” ورئيس مجلس النواب نبيه برّي المسؤوليّة بإفشال مهمّة الموفد الفرنسيّ إلى لبنان جان إيف لودريان، من خلال تمسّكهما بترشّيح رئيس تيّار “المردة” سليمان فرنجيّة، وعدم إنفتاحهما على أسماء وسطيّة أخرى.
ورأى المرجع السياسيّ أنّ العقبة الأساسيّة أمام أيّ مبادرة فرنسيّة هي تشدّد “حزب الله” في دعم فرنجيّة، وعدم إستعداده للتنازل عنه، ما يضرب أيّ محاولة خارجيّة لإيجاد الحلول.
وفي هذا الوقت، لا يبدو أن هناك توجهاً سعودياً جديداً تجاه الملف الرئاسي، فموقف المملكة لا يزال على حاله من عدم وضع فيتو على أي اسم وهذا يعني أن الظروف التي تحكم عملية الانتخاب لم تنضج بعد، هذا فضلاً عن أن ثمة مصادر معنية بالمفاوضات الجارية، تشير إلى أن الاهتمام الأميركي ليس واضحاً، إلا أنها تشير إلى أن الموقف القطري قد يكون الأكثر تعبيراً عن موقف واشنطن في إشارة الى دعم ترشيح قائد الجيش لرئاسة الجمهورية، علماً أن الأخير استقبل لودريان الجمعة وشكل اللقاء محور متابعة محلية لما حمل من دلالات وضعها البعض في سياق الانفتاح الفرنسي على خيارات عدة في ملف رئاسة الجمهورية، واقتناع باريس أن الحوار وحده يمكنه أن يشكل فرصة للتفاهم بين القوى السياسية حول سلة متكاملة، خاصة وأن هناك وجهتي نظر فرنسيتين من الأزمة اللبنانية وسبل معالجتها.