لَمَّا أَطَلَّ الصُّبْحُ يَنشُرُ في رَوابِينا الوِشاحْ
وَبَدَت ثُغُورُ الزَّهْرِ تَبسِمُ لِلضِّياءِ كَما المِلاحْ
والنَّوْرُ مارَ مُهَلِّلًا، والدِّفْءُ غَلغَلَ في الأَقاحْ
سَرَبَ العَبِيرُ مِنَ المُرُوجِ، فَخاطِرِي زَهْوٌ وراحْ(1)
ومِنَ المِدادِ تَناثَرَت غُرَرِي نُجُومًا في اللَّياحْ(2)
ويَراعَتِي باتَت، مِنَ الإِلهامِ، سَكْرَى، والمِراحْ
وتَحَرَّكَت فِيَّ الشُّجُونُ، وفي شَرايِينِي جِراحْ
باتَت ضُلُوعِي مَسرَحَ المَرَحِ المُغَرِّدِ والنُّواحْ
وَبَرزْتِ أَنتِ مِنَ الخَيالِ خَيالَ إِبداعٍ مُتاحْ
مَلَأَ الصَّحِيفَةَ بِالبَهاءِ، وبِالشَّذا المَنَّانِ(3) فاحْ
فَقَصِيدَتِي جَذْلَى(4)، وأَجنِحَتِي تَمُوجُ مع الرِّياحْ
بَدَتِ الدُّنَى أَلَقًا على بَسَماتِكِ الغُرِّ الصِّباحْ
وإِذِ استَفاقَت بِي البَصِيرَةُ، وانجَلَى الأَمرُ البَراحْ
وَبَدَت أَمامِي، في البَعِيدِ، مَسارِحٌ فِيْحٌ فِساحْ
وَتَكَشَّفَ الأُفْقُ القَصِيُّ، وفي سَمائِي الضَّوْءُ لاحْ
أَيقَنتُ أَنَّكِ مِنْ سَنًا، وَسَناكِ في عُمرِي صَباحْ!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1): الرَّاح: الخَمْر // (2): اللَّياح: الصُّبْح / الأَبيَض مِن كُلِّ شَيء // (3): أَلمَنَّانُ: أَلمُعْطِي الغامِرُ العَطاء // (4): جَذْلَى: فَرحانَة