أرخت فرصة الأعياد نوعاً من الهدوء على المشهد السياسي الداخلي لكن هذا الهدوء لم ينسحب الخارج الذي ينشط من باريس للوصول إلى حل من الممكن أن يبدأ بطاولة حوار ليستكمل بتسوية أي بريس للجمهورية ورئيس للحكومة مرفقة بسلة من الإصلاحات، لكن ذلك لا يخفي السباق بين الحل والإنفجار الذي تمهد له إثارة العديد من الملفات الخلافية.
ويشير الكاتب والمحلل السياسي سركيس أبو زيد في حديث إلى “ليبانون ديبايت” أن المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان الذي استطلع الآراء سبر أغوار مختلف الفئات لتكوين الفكرة التي سينطلق منها باتجاه الحل الذي سيطرحه مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.
ويلفت إلى أن النقطة الأساسية أن الحل لا يمكن أن يكون منفرداً في لبنان بل هو نتيجة جو إقليمي دولي، وقد بدأت الانعكاسات الإقليمية الإيجابية بانتظار أن يأتي دور لبنان ضمن حل مشترك في المنطقة.
وبانتظار هذا الحل يتحدّث أبو زيد عن سباق بين التسوية والحفاظ على الإستقرار، حيث بدأ الحديث اليوم عن ما يشبه طاولة الحوار من أجل التوافق على سلّة متكاملة من رئاسة الجمهورية إلى الحكومة إضافة إلى الوظائف والتعديلات الإصلاحية المطلوبة.
وينبّه أن هذه الطاولة ستركز على ضرورة تطبيق البنود التي لم يتم تطبيقها في إتفاق الطائف قبل الذهاب إلى الحديث عن تعديلات يجب أن تطال هذا الإتفاق، هل ذلك يستبعد الذهاب إلى المطالبة بتعديلات والتي تبقى في إطار التمنيات؟.
ويؤكد أن الدور الإيراني حيوي في إنجاز التسوية لما لها من نفوذ ودور في لبنان والمنطقة والحل إذا تم بمشاركتها سيكون أكثر تناغماً.
وإذ اعتبر أن الأمور الصعبة بدأت بالإقلاع، يأخذ على السياسيين اللبنانيين عدم تسهيلهم الأمور في سلوك لا ينم إلا عن غباء لا سيّما أن البعض يستحضر الحرب ويكرر ما حدث في السبعينات.
وإذ يحاول أبو زيد أن يبث أجواءً تفاؤلية إلا أنه لا يخفي الخوف من الذهاب باتجاه المواجهة أو توتير الأجواء من خلال إثارة ملفات خلافية قد تكون آداة تفجير منها موضوع النازحين واللاجئين وموضوع الفيدرالية.
لذلك نحن اليوم برأيه أمام خيارين, إما الذهاب إلى تسوية تعيد إنتاج المؤسسات وإما الذهاب إلى تخريب تستفيد منه بعض الدول مثل اسرائيل.
مؤكداً أن الأمر مرهون اليوم بارادة اللبنانيين، فإما يختارون الإنفتاح على حل أو يناورن بالمواجهة التي تستدرج قوى خارجية يراهنون على مساعدتها لهم.
ولا يخفي أن هذا الطرح من بعض القوى المسيحية يهدد الوجود المسيحي وهو أمر أثاره الفرنسيون مع من التقاهم من الأفرقاء المسيحيين، مؤكداً أن الطرف المسيحي هو المتضرر الأكبر من الرهان على المواجهة واستقطاب الخارج للتدخل، لذلك المطلوب من الأطراف المسيحية تقييم الوضع من جديد والعمل على حل يجنب الإنجرار إلى المواجهة.
ويذكر بما طرحه وليد فارس في الكونغرس الأميركي عن منطقة آمنة، مؤكداً أن الرهان على مثب هذه الأمور هو خطأ مميت.