ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس.
وبعد الإنجيل، ألقى عظة قال فيها: “إن بعض اللّبنانيين وبعض الزعماء يشبهون أولئك اليهود الذين اعتبروا أنفسهم أبناء الملكوت، لكنهم عملوا عكس التعليم الصحيح”.
وأضاف، “فهم يجاهرون بلبنانيتهم، لكن كثيرين من أبناء الأمم الأخرى يحبون لبنان أكثر منهم، ويهتمون لمصلحته أكثر من بعض أبنائه الذين بسلوكهم السلبي وتناحرهم يطعنون الوطن ومؤسساته وسمعته وسياحته بسيف الحقد والمحاصصة والمصالح الضيقة”.
ولفت عودة إلى أنّ “هؤلاء سوف تتحقق بهم العدالة الأرضية ثم الإلهية، حتى يصبحوا في الظلمة البرانية، ويندموا على ما صنعته أيديهم ببلد قدسه الله وخصه ببركاته الكثيرة”.
وسأل: “متى يحل اليوم الذي نرى فيه محبة زعماء هذا البلد لوطنهم وتفانيهم من أجله؟ متى يتخلى الجميع عن أناهم، وعن مصالحهم ويعملون فقط من أجل مصلحته؟ متى يتكاتف اللبنانيون، كل اللبنانيين من أجل إنقاذ وطنهم؟ الجميع ينتظر الموفد الأجنبي أو اجتماعًا من هنا واتفاقا من هناك، وكأن الترياق يأتي من الخارج”.
وأردف عودة، “أليس هذا مذلا لبلد يدعي السيادة، ولزعماء نصبوا أنفسهم أولياء لهذا البلد وهم غير قادرين على حل مشاكلهم فكيف يحلون مشكلة البلد؟ أعانهم الله على انتقاء رئيس يكون رجل دولة حقيقيا، يعمل بتجرد ونزاهة وتعفف وكبر نفس، ويكون قدوة لكل من يتطلع إلى العمل في الحقل العام من أجل الخدمة العامة فقط”.
وتابع، “رئيس لا يتخلى عن واجباته الوطنية ولا يستقيل من واجباته الإنسانية، ولا يهمل البحث عن مفقود أو مخطوف أو مخفي، ولا ينأى بنفسه عن قضية عادلة كإنهاء التحقيق في تفجير مرفأ بيروت والوصول إلى الحقيقة من أجل إحقاق العدالة”.
واستكمل عودة، “نريد رئيسًا ومسؤولين يعيشون مع الشعب ويتعاطفون معه، يشعرون بآلامه ويعملون على بلسمتها وعلى نشر العدل والخير والمحبة والسلام، وعلى تعميم المساءلة والمحاسبة”.
وأكّد، “نحن نفتقد المطرانين بولس ويوحنا ولا نعرف شيئًا عن مصيرهما لذلك نعرف كم يحتاج كل من ينتظر عودة مفقود أو مخطوف إلى من يتعاطف معه ويساعده على معرفة مصيره، ولأننا أصبنا يوم فجر المرفأ وأصيبت مطرانيتنا وكنائسنا ومدارسنا ومؤسساتنا نعرف آلام ذوي الضحايا والمصابين وكل من فقد عزيزًا أو ملكًا، ونعرف عطشهم إلى الحقيقة والجرح العميق النازف بسبب تقاعس المسؤولين وإهمال قضيتهم”.
وختم عودة، “دعوتنا اليوم أن نؤمن بالمسيح ربا ومخلصا وفاديا، وأن نجاهد ونحب الجميع بلا استثناء لنكون من أبناء الملكوت. ألا جعلنا الرب جميعا من أخصائه”.