أكد رئيس تحرير صحيفة الجمهورية جورج سولاج أن أهل بلدة بشري كانوا أكثر حكمة ومسؤولية من الآلاف من الذين يحملون الجنسية الفرنسية، مؤكداً أن “الجريمة المزدوجة على بشاعتها لا تحمل أبعاداً سياسية أو طائفية وهي خلاف بين هيثم طوق ومجموعة من أهل بلدة بقاعصفرين إعتدت على بئر للمياه خاصته، ثم كمنت له وقتلته”.
وفي مقابلة عبر “سبوت شوت” ضمن برنامج “وجهة نظر” قال سولاج: لبنان أصبح دولة مكشوفة أمنياً، ومن أطلق النار في القرنة السوداء مدرب على إستعمال السلاح بطريقة إحترافية، وهنا علينا ألا نغفل عن المجموعات الإرهابية، غير أن الدولة غائبة والجرائم تتكاثر منها ما هو معلن منها ما بقي طي الكتمان والجيش اللبناني هو الجهاز الوحيد الذي لا زال يعمل”.
وأضاف “مع وجود النازحين السوريين إرتفع منسوب الجريمة وأصبحت نسبتهم في السجون اللبنانية تتعدى الـ 40%، ومسألة النزوح تحكمها مصالح تتقاطع على عدم العودة في حين أنه من المؤكد أن سوريا أكثر أماناً من لبنان، أضف إلى ذلك عدم تعاطي القوى السياسية بجدية مع عملية النزوح وهذا تحديداً ما ندفع ثمنه اليوم”.
كما إعتبر أن “تردي الأوضاع الإقتصادية في لبنان لن تؤدي إلى إندلاع الثورة مجدداً لأن الثورة لم تبدأ فعلاً وخنقتها الأحزاب المتمركزة في السلطة في مهدها فتمخض الجبل وولد عدد من نواب تغييريين”.
ورأى أن “الوضع الأمني المتوتر في الجنوب لن يتطور، وأي إشتباك قد يحصل سيكون محدوداً، فالمفاوضات بين إيران والولايات المتحدة الأميركية تتقدم وبالتالي لن يُسمح لإسرائيل التصرف عسكرياً في لبنان، على الرغم من إنزعاجها من التفاهمات في المنطقة والإتجاهات العامة نحو التهدئة على المسارين السعودي الإيراني والأميركي الإيراني”.
أما رئاسياً فقد كشف سولاج أن “لبنان أصبح متمرساً بإهدار الفرص، فنحن لم نتلقف الفرصة الأولى نتيجة الإتفاق السعودي الإيراني في وقت تعرف فيه القوى السياسية جيداً أنها عاجزة عن إيجاد حلٍ منفردة وأنها بحاجة إلى تدخل أجنبي وإلى كلمة سرّ تحركها، واليوم تراجع مستوى الإهتمام الخارجي وتحولت فرنسا عن الملف اللبناني لتهتم بشؤونها الداخلية، وأجّل المبعوث الفرنسي الخاص جان إيف لو دريان زيارته إلى بيروت”.
وأضاف “المشكلة في لبنان ليست مشكلة إسم الرئيس بل أبعد من ذلك، وإذا إنتقل الفرنسيون للبحث في إسم قائد الجيش العماد جوزاف عون لا بد أن يصطدموا بموقف القوى المؤيدة لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية فهي لن توافق وستبقى مصرة على فرنجية، علماً أن القوى السياسية في لبنان لا تنطلق في تأييدها لهذا المرشح أو ذاك، من إعتبارات وطنية، بل من إعتبارات ومصالح شخصية”.
وختم سولاج بالإشارة إلى أن “عملية التسلم والتسليم بين حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ونائبه الأول وسيم منصوري قد بدأت، وقد بوشر في تبليغ المصارف المراسلة بهذا الأمر، أما منصة صيرفة فهي برأيي بدعة، ولا أعتقد أن توقفها قد يؤدي إلى إنهيار الليرة، وصيرفة ليست الحل للحفاظ على الإستقرارالنقدي إنما الإنتظام العام والبرامج الإصلاحية”.