انعكس الإنهيار الإقتصادي على قطاع التمريض في لبنان, حيث باتت رواتب الممرضات والممرضين في الحضيض, لذا فضّل بعضهم الهجرة ساعين لتحقيق أحلامهم في الخارج, والبعض الآخر نزح من مشفى إلى آخر, الأمر الذي ينذر بأزمة كبيرة ستعاني منها بعض المستشفيات في القريب العاجل.
نقيبة الممرضات والممرضين في لبنان، ريما ساسين قازان أكّدت في وقت سابق, لـ “ليبانون ديبايت” أن “الهجرة غير المسبوقة التي يعاني منها قطاع التمريض تنعكس سلباً على القطاع الصحي في لبنان وتؤدي الى مخاطر كبيرة على حياة الناس والمجتمع”.
وكشفت أن “لبنان فقد 3500 ممرضة وممرض من أصحاب الكفاءات خلال السنوات الثلاث الأخيرة. وهذا النقص قد يؤدي الى تداعيات سلبية على القطاع الصحي”.
بدوره, نقيب المستشفيات الخاصة سليمان هارون, أكّد أن “النزوح تفاقم مع تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد”, مشدّداً على أن “السبب الرئيسي والوحيد لظاهرة النزوح الداخلي من مشفى إلى آخر يعود لفارف الأجور بين مشفى وآخر”.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”, قال هارون: “المستشفيات المهمّة والكبيرة وخاصة المتواجدة في بيروت, تقدّم عروضاً أفضل من تلك المستشفيات المتواجدة في الأطراف, وهذا ما يشجّع الممرضات والممرضين للنزوح, حيث الرواتب مُرضية بشكل أكبر, خصوصاً في ظل الأزمة الإقتصادية الخانقة التي تمر بها البلاد”.
ولفت إلى أن “هذا الأمر ولّد أزمة في بعض المستشفيات, حيث أجبروا على إغلاق بعض الأقسام, لأنهم لا يمكلون عدد كافي من الممرضات والممرضين”.
ورأى ان “الحلول غير واردة حالياً في ظل الوضع الإقتصادي الخانق, وعلينا إنتظار إنتظام الوضع الإقتصادي في المجمل, فالامور كلّها مترابطة مع بعضها البعض”.
وأشار إلى أن “المستشفيات المتوسطة تقوم بواجباتها إلا انها عملت على تخفيف عدد الأسرّة بسبب النقص في عدد الممرضات والممرضين”.
وشدّد هارون, في الختام على أن “المستشفيات في قلب الأزمة, منذ بداية الإنهيار الحاصل. إلا انها ازدادت مع مرور الوقت, وهذا الأمر يشكّل مخاطر كبيرة على حياة المواطنين