“محاولة لبنانية لابتزاز إسرائيل”!

ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن لبنان يحاول فرض معادلة جديدة على إسرائيل، ضمن معادلة جديدة، هي “إخلاء الخيمة في مزارع شبعا في مقابل إزالة السياج الحدودي عن القسم الشمالي لقرية الغجر”، مشيرة إلى أنّ “ما يحدث أمر مقلق”.

وبحسب الإعلام الإسرائيلي، فإن “رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يطالب، في مقابل إخلاء الخيمة، بانسحاب إسرائيل من الجزء الشمالي لقرية الغجر”.

وفي السياق ذاته، قال معلق الشؤون الفلسطينية في “القناة الــ12” الإسرائيلية، أوهاد حمو، “إن ما يجري يجب أن يُقلقنا، فليس حزب الله فحسب، بل إن الموقف الرسمي اللبناني أيضاً يحاول فرض معادلة جديدة علينا”، في إشارة إلى موقف رئيس الحكومة.

وأضاف حمو أنه, “إذا كانت إسرائيل تطلب إخلاء الخيمة في هار دوف (مزارع شبعا)، فانّ عليها أن تغيّر سياج الحدود، الذي يحيط بقرية الغجر، والذي بُني قبل عام”.

وقال حمو إن “ما نراه هو محاولة لبنانية لابتزاز إسرائيل, ويقولون إذا كنتم تريدون أن نزيل الخيمة، فعليكم أن تغيروا في مسألة قرية الغجر, وهذا يضاف الى أمور كثيرة: إلى الصاروخ المضاد للدبابات، وإلى عملية مجيدو، وإلى إطلاق الصواريخ، وإلى التصريحات التي نسمعها من حزب الله”.

وأكد المعلق الإسرائيلي أنه “على الجيش الإسرائيلي أن يدرك أننا موجودون في معضلة، وأن الأمور بدأت تتغير في شكل المواجهة مع حزب الله، كما يراها الجانب الثاني”.

ورد لبنان اليوم على طلب إسرائيل إزالة خيمة نصبتها المقاومة الإسلامية -حزب الله في مزارع شبعا.

وقال وزير الخارجية، عبد الله بو حبيب، عقب اجتماع ميقاتي وقائد قوات الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان (اليونيفيل) أرولدو لازارو, “أننا نريدهم أن يتراجعوا من شمالي الغجر التي تُعَدّ أرضاً لبنانية”.

وأكَّد رئيس مجلس النواب، نبيه بري، اليوم، أنَّ “الخيمتين اللتين وضعهما حزب الله موجودتان في أرض لبنانية”.

وطالب بري “المجتمع الدولي بإلزام إسرائيل بتطبيق القرار 1701 والانسحاب من الشطر الشمالي لقرية الغجر ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا ونقطة الـB1”.

وقبل أيام، وصف حزب الله ما أقدمت عليه القوات الإسرائيلية في قرية الغجر بأنه “إجراءات خطيرة”.

وأضاف أن, “القسم اللبناني، الذي تعترف به الأمم المتحدة، هو جزء من الأراضي اللبنانية، ولا نقاش فيه، ولا نزاع بشأنه”.

وسبق ذلك تصدي الجيش اللبناني لجرافة إسرائيلية عند حدود قرية ميس الجبل، الجنوبية، بعد خرقها ما يسمى “الخط الأزرق”.

وشهدت المنطقة استنفاراً في إثر ذلك، واستقدم الجيش اللبناني مزيداً من التعزيزات والعناصر، فضلاً عن انتشار قوات “اليونيفيل” والأجهزة الأمنية اللبنانية واستخبارات الجيش والأهالي في المنطقة.

وقامت القوات الإسرائيلية، الشهر الفائت، بأعمال تجريف خارج ما يُعرف بـ”خط الانسحاب” في منطقة كفرشوبا جنوبي لبنان، وتصدّى المواطنون لها، وتمكّنوا من دخول أراضٍ لبنانية خلف “خط الانسحاب” كانت تحت سيطرة إسرائيل، ورفعوا العلم اللبناني في تلّة فيها.

الجدير ذكره أنّ الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، هدد في مناسبة عيد المقاومة والتحرير، يوم 25 أيار، إسرائيل بالحرب الكبرى إذا أخطأت التقدير وارتكبت حماقات جديدة.

والخميس الماضي، قال العميد في الاحتياط بالجيش الإسرائيلي، غيورا عنبار، إنّ إطلاق قذيفة هاون من لبنان في اتجاه قرية الغجر، الواقعة بين فلسطين ولبنان وسوريا، لم يأتِ من قبيل الصدفة.

وأكّد أنّ حزب الله أراد أن يُوصل رسالة إلى إسرائيل، مُفادها أنّه يستطيع أن يُشعل الساحة الشمالية، في موازاة الساحة الشرقية.

ولفت إلى أنّ أعداء إسرائيل شخّصوا المشكلة الحقيقية لديها، وهي أنّه لا يوجد قيادة، وهم مسرورون برؤيتنا نضرب أنفسنا.

ودعت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، خلال الأسبوع الفائت، إلى “الاستعداد للحرب”، مشيرة إلى أنّ “الأكثر قابلية للانفجار بين الساحات الأمنية الخمس، التي كانت ناشطة هذا الأسبوع، هو لبنان”.

وتشهد الحدود اللبنانية مع الأراضي الفلسطينية توترات متكرّرة في الفترة الأخيرة، إذ قام جنوبيون، في حزيران الماضي، في تلال “كفرشوبا”، بإزالة أسلاكٍ شائكة وضعتها إسرائيل، وردموا نفقاً أقامته في المنطقة.