ظاهرة تضرب أطفال لبنان… وتهدّد مستقبلهم!

أعلنت منظمة اليونسيف في تقرير أن هناك حوالي الـ 320 ألف طفل يعانون من سوء تغذية, والأمر مرجح للتفاقم، هذا التقرير عن منظمة عالمية لا بدّ من أن يستوقف المعنيين في لبنان ولكن كما يقول المثل “دايرين الأذن الطرشا”.

ولكن ما خطورة هذا الوضع لا سيّما أنه مرحج للتفاقم, وكيف سيؤثر على مستقبل الشباب في لبنان الذين لن يحظوا في طفولتهم بظروف تغذية طبيعية؟

في هذا السياق, رأت خبيرة الأغذية في المجلس الوطني للبحوث العلمية الدكتورة مهى حطيط, أن “الأطفال هم دائماً من الفئات الخطرة والمنسيّة فيما يخصّ وضع الغذاء, لأن الاهل يعتقدون أن اطفالهم يتغذون وينمون بشكل طبيعي في حال تم إطعامهم مناقيش, ومعكرونة وغيرها”.

وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”, شدّدت حطيط, أنه “في غياب الحبوب, مثل العدس, والفول, والحمّص, والبازيلا, واللوبيا, فهذه الحبوب تحتوي على فيتامينات قد تساعد الأطفال على تأمين حاجياته ولو بجزء بسيط”.

واعتبرت أن “إرتفاع أسعار الفاكهة والخضار يشكل عاملاً سلبياً مهّماً على صحة الأطفال لأنهم لم يحصلواعلى الفيتامينات, و لم يتغذوا بشكل كاف”, مشيرة إلى أن “لا ازمة في حال لم نتناول اللحمة والدجاج كل يوم, فيمكن للأطفال ان تتناول مرة لحمة في الأسبوع, على شرط أن يتناولوا الحبوب, فهي بدائل عن اللحوم”.

ولفتت إلى أن “الحال المادية الصعبة ليست هي سبب أزمة التغذية عند الأطفال, فهناك جهل تغذوي عن الناس, فهم لا يملكون الوعي الكافي لمعرفة البدائل الغذائية”, كاشفةً عن أن “سوق التغذية غير متواجد عند الطبقة الفقيرة إنما أيضا عند الميسورين, وهذا ما يؤكّد بأن هناك جهل تغذوي”.

وشدّدت على أن “سوق التغذية عند الأطفال يرتبط بشكل مباشر بظاهرة التقزّم مما سيؤثر على مستقبل لبنان, فالأمر خطير, لأن ذلك يعني أننا سنواجه أجيال جديدة قصيرة القامة وعندها سوء تغذية مقارنة بالأجيال السابقة, ما سيؤثّر حتما على المستوى التعليمي والأكاديمي”.

وكشفت عن أن “نسبة التقزم بحسب الدراسة الأخيرة التي أعدّها المجلس الوطني للبحوث العلمية ارتفعت وتخطّت الـ 13%, عند الأطفال الدون 5 سنوات”.

ماذا عن الحلول؟ أجابت حطيط: “هناك نوعان من الحلول, فهناك حلول على المدى القريب, وحلول على المدى البعيد, فالحلول على المدى القريب هي من خلال حملات التوعية بمساعدة وزارتي الصحة والإعلام بنشر معلومات غذائية على المواقع وغيرها”.

أما الحلول على المدى البعيد, هو إدخال مادّة التغذية في المناهج, وهذا ما تحدّثنا به مع وزير التربية عباس الحلبي, إضافة إلى مدير عام الوزارة عماد الأشقر, مطوّلا عن أهمية إدخال التغذية كجزء أساسي من المنهج, لإيصال الرسالة إلى الأهل والأطفال بشكل مباشر”.

وختمت حطيط, بالقول: “بحسب الدراسات, عملية التوعية التي تتعلّق بالتغذية فشلت في كل البلدان, لذا إدخال مادة التغذية في المناهج تؤسس لمعرفة تغذوية كاملة عند الطفال الذين سينقلونها حتماً الى الاهل”.