هل عادت لعبة الدولار إلى الواجهة مجدداً بعد الارتفاع الصاروخي منذ ساعات معدودة للدولار في السوق السوداء، في ضوء ما سجل من طلبٍ مشبوه مرتفع على العملة الخضراء في السوق السوداء في عطلة نهاية الأسبوع، وفي الوقت الذي أقفلت فيه معظم المؤسسات المالية أبوابها باستثناء المضاربين المعروفين.
أوساط اقتصادية واسعة الاطلاع، كشفت عن ارتفاع مصطنع للدولار في السوق السوداء، وذلك من خلال سيناريو بدأ من خلال عمليات شراء ضخمة أولاً، وتواتر شائعات عن استقالة نواب حاكم مصرف لبنان الأربعة ثانياً، وصولاً إلى الغموض والضبابية اللذين يحيطان بمصير منصة “صيرفة” التي توقفت في بعض المصارف ثالثاً، وتمرير بعض الصفقات المالية رابعاً.
ووفق هذه الأوساط، فإن السبب المباشر لارتفاع سعر الدولار هو الطلب الكبير و”غير المبرر”، لأن الدولار متوفر في الأسواق، وفي المصارف من جهة، كما أن الكتلة النقدية بالليرة متدنية في ظل “الدولرة” من جهةٍ أخرى، وبالتالي فإن الدولار الذي “يطير” في التطبيقات الإلكترونية اليوم، هو دولار سياسي والارتفاع سياسي والمضاربات وحركة الطلب أيضاً سياسية.
وعن الأسباب السياسية الفعلية، فإن الأوساط تقول أنها متنوعة ومتصلة بالضغط من أجل الحصول على صلاحيات موسعة لنواب الحاكم، أو للضغط من أجل فرض التمديد للسياسة النقدية الحالية التي يتبعها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وبالتالي فإن الهدف من وراء مفاجأة الدولار هو هدف سياسي وليس نقدياً.