لم يبرد بيان اللقاء الخماسي الصادر عن المجتمعين في الدوحة من لهيب الإنقسام الحاد بين الأطراف اللبنانية والتي انقسمت بدورها حول المقصود من البيان, ففيما اعتبره البعض إيجابياً ذهب البعض الآخر لانتقاده على قاعدة أنه بيان تهديدي لأنه لوّح بالعقوبات على المعرقلين لانتخاب رئيس للجمهورية.
ولكنه في كلتا الحالتين لا يؤشر برأي المحلل السياسي علي الأمين إلى موعد قريب لمعالجة مسألة إنتخاب رئيس للجمهورية.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت” قال الأمين: “ما رشح عن هذا الإجتماع, هو تباين في وجهات النظر, حول الاولوية, الحوار أم انتخاب الرئيس, حيث هناك انقسام داخلي حول هذا الموضوع, لذا الأمور ستبقى معلّقة من دون توقّع حصول تطوّر مهمّ على صعيد انتخاب رئيس أو على صعيد إطلاق حوار, وخاصة أن هناك أطرافاً أساسية ترفض الجلوس على طاولة حوار قبل انتخاب رئيس للجمهورية”.
واعتبر أن “لبنان ليس على مقربة من الحل, ويبدو أن هناك صعوبة في تجاوز الخلافات بسهولة وبساطة, طالما الأطراف متمسّكة بمواقفها”.
وأضاف, “المنظومة لا تريد الذهاب نحو الإصلاح, فهناك مجموعة عقد حتى الآن, تؤكّد أن الأمور صعبة خاصة في ظل الخلاف الظاهر, الرئيس أم الحوار أولاً, وهذا ما يدل على أن المشكلة اليوم في مكان آخر, وكل حزب لديه أوراق مخفية, وتقديري أن هذا الأمر له علاقة بمستقبل لبنان, والمجتمع الدولي أي لبنان سيساعد”.
ورغم هذا الانسداد الذي يتحدّث عنه, إلا أنه لم يسقط احتمال حدوث تطور سياسي معين قد يقلب الموازين ويظهر مرشح ثالث أو رابع فيؤدي إلى انتخاب رئيس أو إنطلاق حوار ما.
ويكرّر الأمين أنه رغم الصورة العامة غير الإيجابية, “إلا أن تطورا قد ينقل الأمور إلى ضفة أخرى ويدفع بالأطراف إلى الإنتقال لمرحلة جديدة”.