فضيحة بـ لمسات لبنانيّة و”نسائية” تهز ساحل العاج: خضّة تستنفر أجهزة الدولة ورئيسها!

تتّجه الأنظار نحو ساحل العاج، حيث الجالية اللبنانية الضخمة المؤلفة من حوالي 90 ألف لبناني، والقضية اليوم هي تحقيق كبير يبحث بتورّط لبنانيين بملف خطير جدا وهو الحصول على الجنسية الإفوارية بشكل مشبوه عن طريق دفع رشاوى لموظفين في الإدارة، وتزوير جوازات سفر ووثائق شخصية.

في بادئ الأمر، تناقلت وسائل إعلام أفريقية خبر مفاده أن عشرة إفواريين من أصل لبناني تم احتجازهم بالتهم السابق ذكرها، ومن بينهم عباس بدر الدين، المدير العام لشركة بلاستيكا.

وبدر الدين هو صاحب شركة ضخمة في ساحل العاج توظّف حوالي 1300 إفواري، وقد أشار الإعلام الأفريقي الى أنه يشتبه في اكتسابه الجنسية الإفوارية بشكل مشبوه، على أساس مرسوم رئاسي بالتجنيس تلقاه والده منذ عشرات السنين، وأن اسمه تم تزويد المحققين به من قبل أحد رؤوس عصابة التزوير الموقوف حاليًا.

وعُلم أنه تمت عمليات اعتقال جديدة منذ أيام في نادي دون بابا، في بييتري، بمنطقة ماركوري، وهو ملهى يديره مغاربة، يتردد إليه أفراد من الجالية اللبنانية.

“ليبانون ديبايت” تابع القضية، وعلم من مصادر خاصة في ساحل العاج أن الشخص الذي يسهّل عمليات التزوير لطالبي الجنسية ليس مسؤولًا إفواريًا كما يشاع، ولا علاقة له بالحكومة، وهو يقوم بتزوير وثائق زواج، ويقدمها مع معاملات الجنسية، وبالتالي جوازات السفر شرعية، بينما الوثائق التي قُدّمت للحصول عليها مزورة.

وتبيّن من خلال التحقيقات أن هناك أسماء وهمية لـنساء وأسماء لنساء متوفين تقدّم في وثائق الزواج، وأن هذا الفعل تحوّل الى تجارة ليصبح كرة ثلج تم تناقلها بين الجاليات.

وقبل انكشاف الأمر، لم تقم السلطات الإفوارية بالتحقق من كل وثائق الزواج، وفي هذا السياق، تشير مصادر “ليبانون ديبايت” الى أن أساس القضية التي هزت ساحل العاج يعود الى حادثة أبطالها 7 سوريين ذهبوا الى قطر لحضور كأس عالم 2022 بـجوازات إفوارية قاموا بشرائها عبر تزوير الوثائق، ومزقوها في قطر لطلب اللجوء، وبعد التواصل بين خارجيتي قطر وساحل العاج تم فتح ملفات السوريين، وتم اكتشاف وثائق مزورة.

وحينها، فتحت السلطات الإفوارية تحقيقات واسعة تشمل عدد كبيراً من الجنسيات من بينها اللبنانية والمغربية والتونسية.

وفي العودة الى تفاصيل تورط لبنانيين بالقضية، علم “ليبانون ديبايت” أن الموقوفين اللبنانيين بلغ عددهم 106 أشخاص، من مختلف الطوائف، ولكن بغالبية شيعية.

وتشير المعلومات الى وجود مقترح تعمل عليه شخصيات في الجالية اللبنانية، يخص أوضاع اللبنانيين المقيمين الحاصلين على الجنسية، أما بما يخص الموقوفين، فهناك متابعة حثيثة لقضيتهم، وهناك من يقول أن بدر الدين سيخرج قريبًا، وهو غير معني بالملف، وما حصل معه هو نتيجة “حزازيات” وصراع تنافسي بينه وبين رجال أعمال لبنانيين آخرين.

وعُلم أن رئيس الحكومة الإفواري باتريك أتشي أبلغ شخصيات في الجالية اللبنانية بأن القضية يتابعها رئيس الجمهورية شخصيًا، ويمنع أي تدخلات بالتحقيق، وقد تم تكليف المحامية جورج أغاث غليلي أولوي بالتحقيق، وهي أكبر قضاة التحقيق في مجال الجرائم الاقتصادية والمالية في أبيدجان.

وفي السياق، أكّد مصدر دبلوماسي لـ “ليبانون ديبايت” أن الموضوع كبير جدا، وهو يُتابع على أعلى المستويات في لبنان، ومن وزير الخارجية عبد الله بو حبيب، مشيرًا الى وجود تنسيق دائم بين البلدين، وتعاطي إيجابي من لبنان لضمان عدم تأثّر العلاقات بين ساحل العاج ولبنان.

واعتبر المصدر الدبلوماسي أن تصرّف عدد من اللبنانيين بشكل غير سوي لا يعني أن كل اللبنانيين في ساحل العاج هم من المفسدين