بحادثتين منفصلتين، شهد لبنان أسوأ أنواع اللاإنسانية، إذ عادت إلى الواجهة مشاهد ترك الأطفال حديثي الولادة والتخلي عنهم، بسبب الأزمة الإقتصادية الصعبة، التي تجبر الأهالي على التخلي عن أولادهم، هذا عدا عن المكافحة الشاقة التي تعيشها الأسر اللبنانية بشكل يومي ببلد تداعت فيه مؤسسات الدولة كافة.
المشهدية هذه كسرها المغتربون والسياح، الذين أتوا كالجحافل إلى لبنان، منعشين الإقتصاد لأيام معدودة، ليعاود لبنان بعد انتهاء الموسم “سلسلة الإنكسارات والإنهيارات” حسب خبراء اقتصاديين، خاصة وأن البلد مقبل على استحقاقات عديدة من شأنها أن تؤجّج لمشاكل اقتصادية واجتماعية كبيرة، بدءًا من أزمة الحاكمية، وصولا إلى انقلاب حال صيرفة، وانتقالا إلى أزمة الموازنات وتأمين الرواتب..
مالك إحدى المنتجعات السياحية يؤكّد خلال كلام له مع “ليبانون فايلز” على أن ما يشهده لبنان من حركة، وعجقة حفلات ومناسبات ما هو إلا أمر مزيّف إذ إن هؤلاء الأشخاص ما كنّا نراهم سابقًا خلال الأيام العادية، وما يُرسم بأذهان الناس عن أن الحياة عادت لتمشي في شرايين الإقتصاد اللبناني هو أمر غير صحيح، إذ تؤكّد الأرقام بأنَّ ما بين 75 إلى 85% من الزبائن هم إما من المغتربين أو السّياح.”
كلام صاحب المنتجع يؤكد أن نسبة اللّبنانيين القاطنين في لبنان والذين يزورون المؤسسات السياحية هي قليلةٌ جدًا، إذ إنَّ هؤلاء يتقاضون رواتبهم بالليرة، التي لا قيمة لها مقارنة بالأسعار التي يفرضها أصحاب المنتجعات والمؤسسات السياحية، وتوازيًا فإن مصدر اقتصادي يجزم لـ”ليبانون فايلز” بأن الأسعار التي يفرضها هؤلاء توازي ضعف الأسعار التي قد نشهدها في أي مؤسسة سياحية مشابهة في باريس، خاصة لناحية المنتجعات أو المسابح الخاصة، أو مسابح 5 نجوم، التي تسعّر أسعارًا هي أشبه بالخيالية، ومع ذلك فإن معظم أيام الأسبوع تكون الحجوزات مكتملة حسب المصدر.