“مسارٌ مختلف”… باريس تسعى مجدداً للتشاور

كما كان متوقعاً، تترقب الساحة الداخلية استكمال الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، وإنما من دون أية توقعات حول ما سيحمله من أفكار وطروحات، والتي لم يُكشف النقاب عنها أو عن ما بحثه في جولته الإقليمية، والذي من المحتمل أن يدفع نحو استبدال عناصر مهمته الأساسية.

وتكشف أوساط نيابية مطلعة عن أن الموفد الرئاسي الفرنسي يعود إلى بيروت في الساعات ال48 المقبلة، بعنوان جديد ومهمة جديدة ووفق جدول أعمال من بندٍ وحيد، وهو الدعوة إلى انتخاب رئيسٍ للجمهورية، ورمي كرة المبادرات الحوارية في الملعب اللبناني حصراً وذلك ومن دون الدخول في أية تفاصيل مرتبطة بالترشيحات المدعومة من فرنسا أو غيرها من الدول الخمس الذين اجتمع ممثلوهم في الدوحة منذ أسبوع من أجل بحث الملف اللبناني وتطورات الإستحقاق الرئاسي.

 

وتتحدث الأوساط النيابية لـ”ليبانون ديبايت”، عن أن “اللقاء الخماسي” قد وضع خريطة طريق واضحة للإستحقاق الرئاسي، تبدأ بدعوة السياسيين للإسراع بانتخاب رئيس جديد للجمهورية استناداً للدستور واتفاق الطائف. كما تؤكد هذه الأوساط عن أن الحراك الفرنسي مستمر بصرف النظر عن كل ما تردد عن طي صفحة مبادرة الرئيس إيمانويل ماكرون، ولكن عناوينه تغيرت، بمعنى أن مساراً مختلفاً عن السابق، سوف يطلقه لودريان في النسخة الجديدة من المبادرة الفرنسية.

كذلك، توضح الأوساط أن اللقاءات التي سيعقدها الموفد الفرنسي في بيروت، لن تخرج عن إطار التشاور مجدداً مع المسؤولين ورؤساء الكتل النيابية، من أجل عرض الإتجاهات على صعيد الدول الاعضاء في مجموعة الدول الخمس، والتي تركز ومن خلال البيان الصادر عن الإجتماع الأخير، على إنضاج فكرة العودة الى انعقاد جلسات مجلس النواب وانتخاب المرشّح لرئاسة الجمهورية الذي يحظى بالأكثرية النيابية، على أن تُعطى الأولوية للتوافق الداخلي على شخصية الرئيس.

ورداً على سؤال حول مصير المبادرة الفرنسية الرئاسية السابقة، توضح الأوساط النيابية، أن العقبات التي عرقلت السير بهذه المبادرة وذلك في العاصمة اللبنانية بالدرجة الأولى، هي التي دفعت نحو البحث عن مقاربات جديدة ومختلفة، مشيرةً إلى أن باريس تسعى مجدداً للتشاور مع الأطراف اللبنانية من أجل المساعدة على انتخاب الرئيس، ولكنها ليست المسؤولة الرئيسية عن هذه العملية.