إشراقة صباح العلامة السيد محمد حسن الأمين

بعد أن خرج يونس عليه السلام من فم الحوت .

على الرمال عريانا مريضا مغموما ..

لماذا أنبت الله له شجرة اليقطين ( الدُباء أو القرع ) ؟ و ليس الموز أو التفاح من الفاكهة ؟!

تأتينا الإجابة من أهل العلم :

بأن النبي يونس عليه السلام بعد خروجه من الحوت ، لابد و أن كان ملتصقا عليه عوالق البحر من القشريات ، و هذه رائحتها تجذب الذباب و الهوام كما نعلم .

ورق شجر اليقطين هو الشجر الوحيد الذي ينفر الذباب لأنه يصدر فورمون ينفر منه الحشرات الطائرة .

كما أن ورق هذه الشجرة عريض فيحمي من أشعة الشمس .

أما الثمـرة ذاتها فتؤكل بمجرد أن تظهر ، فلا حاجة لانتظارها حتى تنضج و تؤكل نيئة و مطبوخة .

كما لا يحتاج آكلها إلى شرب الماء لأنها تمده بكل ما يحتاجه جسمه .

و لكننا أغفلنا هنا أهم شيء .

لقد كان يونس مريضا فكيف سيتغلب على هذه المشكلة ؟

فاليقطين يحتوى على مضادات حيوية طبيعية و خوافض للحرارة ، و منشطات لوظائف الكلى و الكبد و مهدئات للأعصاب و مضادات للصداع و قصور القلب و التهاب المسالك و الحروق و السعال و الربو .

و نختم بلطيفة قرآنية .

يقول الله سبحانه و تعالى :

( فلولا أنه كان من المسبحين ، للبث في بطنه إلى يوم يبعثون ).

هذا هو السبب فقط الذى جعل الله يتكفل بكل هذا الإعداد من أجل نبيه يونس .

و لم يقل ( لولا أن كان من المرسلين أو النبيين )

بل قال ( المسبحين )-

فالتسبيح و ذكر الله فى أيام الرخاء هي فقط من وقفت له شفيعا فأزاحت عنه الغمة وقت الضيق .

أكثروا من التسبيح و ذكر الله .

قال تعالى : ” و الذاكرين الله كثيراً و الذاكرات أعد الله لـــهم مغفرةً و أجراً عظيما