مع إقتراب نهاية ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة, والحديث عن إحتمال توقّف منصّة صيرفة, كان لافتاً في الأيام القليلة الماضية حجم التدوال على المنصّة, حيث انخفض إلى النصف تقريباً, فما الأسباب التي أدّت إلى هذا التراجع الكبير؟ وكيف سيؤثّر ذلك على سعر صرف الدولار في السوق السوداء؟!
في هذا الإطار يرى الخبير المالي والإقتصادي الدكتور أنيس أبو دياب، أن “الناس قلقلة بشأن استخدام منصّة صيرفة, وخاصة بعد الحديث عن توقّفها بعد انتهاء ولاية سلامة, وبالتالي هذا يؤكّد أن المنصة مرتبطة أيضاً بالثقة, فغياب الثقة الفعلية بأي أداة من أدوات النقد حتماً سيؤثّر على سعر الصرف لاحقاً”.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت” يقول أبو دياب: “خلال الأيام الثلاثة الماضية شهدنا تراجعاً بحجم التدوال على صيرفة بمستوى النصف تقريباً, إلا أن سعر الصرف في السوق السوداء لن يتغيّر, وهذا يعني أن المنصة هي ضابط إيقاع للشراء وللبيع, وخاصة أنه كان يتم الشراء من خلال السوق بسعر ربما أعلى من صيرفة ويضخ المركزي على صيرفة الأموال المشتراة من السوق دون المساس بالإحتياطي الإلزامي”.
وبناء على ذلك, يعتبر أبو دياب, أن “هناك دولارات اليوم في السوق تلبّي حاجته, وإذا لم يكن هناك أي تصعيد من قبل المضاربين, حتى في غياب التشدّد الكبير والإنفاق الكبير على صيرفة, لن يتغيّر سعر الصرف حتى انتهاء فصل الصيف”.
ويضيف, “في حال تم ترشيد الإنفاق واستخدام منصة صيرفة لوقف الهدر عليها والفساد لصالح كبار المضاربين والمصارف, يمكن أن تستمر بتغطية نفقات إلزامية للحكومة, ونفقات القطاع العام”.
ويلفت أبو دياب, إلى أن “الغموض وعدم اليقين الذي يدور حول حاكمية مصرف لبنان, هو أسوأ ما يمكن أن يتحكّم بالمشهد الإقتصادي اليوم”, معتبراً أن “هناك استحالة غدا بتعيين حاكم في ظل الإنقسام السياسي, وبالتالي الأمور ستذهب باتجاه تطبيق قانون النقد والتسليف, وهو استلام نائب الحاكم الأول وسيم منصوري للحاكمية”.