يغادر الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان لبنان كما جاء، فلا تقدّم ولا مبادرات ولا حتى طروحات جديدة، ويترك لبنان عرضة لأزمات متتالية ليس أخطرها ما يجري على صعيد حاكمية مصرف لبنان، فحتى يوم الاثنين سيعيش لبنان على أعصابه إلى الوصول لساعة الصفر مع مغادرة سلامة لمصرف لبنان.
كل الاحتمالات واردة بعد هذا التاريخ فماذا يمكن أن يحصل على كافة الصعد المالية والسياسية والامنية؟
لم يرَ الكاتب والمحلل السياسي سركيس أبو زيد في حديث “ليبانون ديبايت”، أنّ “جولة لودريان لم تحمل أي جديد ، وأتت نتيجة مواعيد سابقة، مؤكداً أنه ليس لدى الفرنسيين أو حتى دول اللقاء الخماسي أي شيء حالياً ، وفرنسا بالنهاية فعلت ما عليها”.
وإذْ ينبّه إلى أنّ “الجميع اليوم ملهيٌّ بالموضوع الإقتصادي والمالي وموضوع حاكم مصرف لبنان، حيث لبنان اليوم أمام خيارات صعبة جداً”، ويتوقّع أنه “حتى يوم الاثنين قد تحدث مفاجآت، لا سيما في حال عقدت جلسة حكومية تم خلالها التمديد لسلامة او حتى إستقالة نواب الحاكم فكل الأمور واردة”.
ويلفت إلى أنّ “الجلسة يوم الاثنين هي جلسة إحتياط لما يمكن أن يطرأ على صعيد الحاكمية، وفي حال تم التوصل إلى تسوية توافقية لعدم الذهاب إلى الأسوأ”.
ويؤكد أنّ “لبنان سيستمرفي ظل الأزمة وسيبقى تحت الضغوطات حتى يقبل يتنفيذ الأجندة المطلوبة منه، لا سيما في موضوع النازحين واللاجئين وموضوع السلاح وغيره من المواضيع التي لا يمكن أن يقبل فيها لبنان”.
ويغمز في هذا الإطار على “من يسوّق لموضوع الفيدرالية من تحت الطاولة مستغلاً هذه الضغوطات حتى أنه يراهن عليها من أجل تنفيذ مشروعه هذا، ويستقوي بالخارج بصيغته هذه على الصيغة الموجودة في لبنان”.
ولا يتوانى في الحديث عن “خطر مقبل لأن الوضع سيتدحرج برأيه إلى الفوضى للوصول بعدها إلى حل”.
إلّا أنه “يستبعد الوصول إلى وصاية دولية على لبنان لأن روسيا والصين الذين يملكان حق النقض لن يسمحا بذلك، فالأمر يحتاج إلى توافق بين الدول الكبرى”.
ويشدّد على أن “المعطى الايجابي في المنطقة الذي حصل على الضفة الايرانية السعودية وأيضاً السورية يجب قراءته جيداً في لبنان، لأنه سينعكس لاحقاً على الوضع اللبناني لكن لا زال لدى هذه الدول أولويات تتقدّم على لبنان ولكن الاهتمام بلبنان سيأتي دوره حتماً”.