إنذارٌ من دول اللقاء الخماسي… ومواقف “تصعيدية”!

أدخلت إجازة سفراء دول “اللقاء الخماسي”، الإستحقاق الرئاسي في نفق المراوحة لمدة شهر واحد ولكن من دون أن تكون صورة مبادرتها “التشاورية” في أيلول المقبل، ضمانةً للوصول إلى مرحلة إنهاء الشغور الرئاسي الذي طالت مدته وبات يهدد كل المؤسسات بالفراغ.

وفي المساحة الزمنية الفاصلة عن أيلول، ينشغل المعنيون بالإستحقاق بإعادة ترتيب أوراقهم وصفوفهم وتحالفاتهم، وذلك انطلاقاً ممّا سمعوه من الموفد الخاص الفرنسي جان إيف لودريان، في زيارته الثانية لبيروت من تحذير وللمرة الأولى بإسم اللجنة الخماسية، من أي تعطيل لعملية انتخاب رئيس الجمهورية، بعد جولة التشاور المرتقبة، وذلك تحت طائلة اتخاذ مواقف تصعيدية من دول اللقاء الخماسي، أبرزها الإعلان عن اليأس من المسؤولين اللبنانيين وبالتالي ترك لبنان لمصيره، مع ما يعنيه هذا القرار من تخلٍ للمجتمع الدولي عن الوضع اللبناني، سياسياً ومادياً وديبلوماسياً، علماً أن أكثر من سفير لدول الخماسية يغادر منصبه في غضون أيام وأسابيع معدودة، وتنتفي مع هذه المغادرة، كل أشكال المتابعة اليومية الديبلوماسية كما التقارير المباشرة حول تطورات الأزمة الرئاسية والإنهيار المالي والتوتر الأمني على الحدود الجنوبية من دون إسقاط أزمة النزوح السوري وغيرها من الأزمات الإجتماعية.

وعليه، فإن أوساطاً ديبلوماسية في بيروت، لا تخفي خشيتها من أن يكون تلويح لودريان بإجراءات ضد معرقلي ومعطلي الإستحقاق الرئاسي، يخفي في طياته إنذاراً بنهاية فترة السماح الدولية والعربية للأطراف الداخلية، وتلويحاً بشطب لبنان من أجندة الدول الخمس وبالتالي من اهتمامات المجتمع الدولي.

وتقول الأوساط الديبلوماسية لـ “ليبانون ديبايت”، إن فشل الكتل النيابية ومن خلفها مرجعياته السياسية والحزبية، في الوصول إلى توافق يتعلق بالمواصفات التي يجب أن يتمتع بها رئيس الجمهورية والمهام المطلوبة منه، لن يُقابل بعقوبات وفق ما هو متداول، بل بقرارات أكثر خطراً من أي عقوبات قد لا تؤثر بشكل مباشر على المعرقلين.

وعن طبيعة هذه الإجراءات، فإن الأوساط توضح أنها قد تبدأ بالإعلان عن توقف الرعاية “الخماسية” للملف اللبناني بكل تفاصيله، وبالتالي إعفاء هذه الدول نفسها من مهمة مساعدة لبنان على انتخاب رئيس للجمهورية، يعمل على إعادة بناء الدولة والمؤسسات ويلجم الإنهيار المتسارع على كل المستويات.

وانطلاقاً من هذه التحذيرات، تشدد الأوساط على أهمية عدم ترقب موعد عودة لودريان وانعقاد طاولة العمل التشاورية، التي من المتوقع أن توافق على المشاركة فيها كل الأطراف، والبدء منذ اليوم بالعمل على تأمين ظروف نجاح طاولة العمل، وإن لم يحدد لودريان مكانها، وذلك من أجل إنجاز الإنتخابات الرئاسية.