بيانات أثارات الإرباك والبلبلة… من يستهدف صيف لبنان غير المسبوق؟

في البداية، أتى البيان السعودي التحذيري للسعوديين المتواجدين في لبنان لمغادرته، والذي تبعه لاحقاً بيان من البحرين حذر البحرينيين من الإنتقال إلى مناطق غير آمنة… وفي النتيجة واقع من الإرباك والبلبلة والمخاوف التي عززتها الشائعات التي تحدثت عن تطورات أمنية محلية وإقليمية، إلى أن تكشّف لاحقاً أن دوافع التحذير متصلة بما شهده مخيم عين الحلوة من اشتباكات وما تردد لاحقاً من شائعات عن احتمال امتداد القتال من المخيم إلى مخيمات أخرى في مناطق لبنانية كما إلى العاصمة، حتى أن بعضها وصل إلى حدود التحذير من توتر أمني في مخيمات النزوح السوري وليس فقط اللاجئين الفلسطينيين. وعليه، فإن الكاتب والمحلل السياسي جورج شاهين، لاحظ أنه ل لم يكن مفاجئاً أن تُصدر بعض السفارات العربية والخليجية بشكلٍ خاص كما الغربية، تعليمات أو تعميماً على مواطنيها المقيمين في لبنان، مشيراً إلى أن الوضع الأمني، قد يفرض أحياناً بعض الإجراءات التي تعتمدها بعض السفارات التي تصنّف الأراضي اللبنانية بين أراضٍ حمراء، لا يجوز الإقتراب منها، أو مناطق خضراء أو زرقاء للتنقل بحذرٍ، وذلك غير المناطق الطبيعية وهي المناطق الهادئة التي تعيش جواً أمنياً هادئاً.

وتوقف المحلل شاهين اعتبر في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”، عند بعض هذه البيانات، لا سيّما بيان السفارة السعودية، حيث أن الجميع يعلم أن المملكة العربية السعودية، ما زالت تحظّر على مواطنيها زيارة لبنان، موضحاً أن السعوديين المتواجدين في بيروت، يصلون إليها عن طريق عاصمة ثالثة وبشكلٍ طبيعي، ومنهم من يتابع أعمالاً تجارية ومنهم من يمضي إجازةً قصيرة ومنهم من يقضي فترة الصيف كلها في لبنان.

وعن أعداد المواطنين السعوديين في بيروت حالياً، أشار شاهين إلى أنه يوازي عدد رعايا بعض دول الخليج، كالإمارات العربية والكويت التي لا تزال أيضاً تحذر منذ عام كما بالأمس أيضاً، مواطنيها من التنقل في بعض المناطق اللبنانية.

وفي هذا السياق، كشف شاهين، عن رهان، ووفق مراجع أمنية وديبلوماسية وسياحية، بأن تسجل هذه الدول نقلةً نوعية في الصيف الحالي، عبر السماح لمواطنيها بزيارة لبنان، لكنه استدرك بأن ما حصل على الحدود الجنوبية من أحداث أمنية وتوتر واستنفار في بلدة الغجر وبعد أحداث مخيم عين الحلوة الأخيرة، قد أرجأ الإجراءات إلى وقتٍ لاحق، فجاءت هذه البيانات التحذيرية الأخيرة، بشكلٍ تقليدي وروتيني ولا يمكن تحميلها أكثر ممّا تحتمل.

ونقل شاهين معلومات عن مراجع أمنية في الساعات الماضية، بأنه من الضروري التحذير من بعض المحاولات التي تقوم بها مجموعات عُرف البعض منها، وخصوصاً تلك التي سرّبت تسجيلات صوتية قبل أيام، نقلاً عن السفارات الإيطالية والفرنسية وغيرها من السفارات الغربية، وقد توصلت الأجهزة الأمنية إلى مصادر هذه التسريبات، كما حذرت عبر بيانات إعلامية وبطريقة مباشرة منها.

ووفق شاهين، فإن ما من شك بأن هناك أطرافاً تتعمد الأذية للبنان، خصوصاً وأن البلاد على أبواب موسمٍ سياحي واعد وغير مسبوق، معرباً عن اعتقاده بأن كل هذه المحاولات باءت بالفشل، بمجرد أن الوضع ما زال مستمراً على ما هوعليه من نسبة قدوم لوافدين منن أجانب وعرب ولبنانيين إلى لبنان، والحركة في مطار بيروت تشهد على ذلك.