كأنّ لبنان لا يكفيه ما يعانيه من الأزمات الخانقة التي يمرّ بها حتى تأتيه معركة من نوع آخر وهي بالغة الخطورة، وتتجسّد على هيئة نفوس مريضة تسعى إلى التحرّر من الفطرة والقيم والمبادىء الأخلاقية التي تحفظ المجتمعات، تحت حجة الحريات العامة والشخصية، لنتذكر ما قاله الشاعر أحمد شوقي: “إِنَّمَا الأُمَمُ الأَخْلاقُ مَا بَقِيَتْ، فَإِنْ هُمُ ذَهَبَتْ أَخْلاقُهُمْ ذَهَبُوا”.
إنّ موضوع الشذوذ الجنسي لم يعُد مجرّد تعبير عن إنحراف شخصية، بل تحوّل إلى هدف من أجل إلغاءِ ثنائية إنسانية أساسية، هي ثنائية (الذكروالأنثى) والتي فيها مخالفة للفطرة السوية التي فطر الله عز وجل الناس عليها وثبتها بأية كريمة ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير﴾.
ويؤكد المفتش العام المساعد لدار الفتوى الشيخ حسن مرعب، أنّ “موضوع الشذوذ الجنسي والترويج له سواء كان في لبنان أو في دول العالم أجمع ليس وليد الساعة، وليس دفاعًا عن فئة معينة من الناس، بل هو مشروع خطير جدًا وقد شبّهته سابقًا بـ”مثابة حرب نووية” لأن الهدف منه هو دمار البشرية “.
ويُشير الشيخ مرعب في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”، إلى أنّ ” المثلية الجنسية هي مشروع يدمّر الوجود الإنساني ويحاول قطع الوجود البشري بغية الوصول إلى مرحلة يصبح لدينا صفر ولادات، فعندما يكون الزواج ما بين المرأة والمرأة والرجل والرجل أين سيصبح موضوع الإنجاب؟ ومن الواضح أن من يقف وراء هذا المشروع هي الصهيونية العالمية والماسونية العالمية التي من أحد أهدافها تقليل كمية أعداد البشر على مستوى الكرة الارضية، فهم يعتبرون أنّ الخيارات المتبقية على الأرض يجب أن تكون لنخبة من العالم، وهذه من ضمن مشاريعها، فكما كان مشروع كورونا سابقًا شُرّع اليوم الباب على مشروع الشذوذ الجنسي”.
وإذّ يلفت إلى “طرح هذا المشروع على مستوى لبنان وتبني بعض النواب للأسف الذين أسميتهم في السابق نواب “التعتير” وليس “التغيير” لمثل هذا المشروع ومحاولة تشريعه في المجلس النيابي، فإنه يعتبر تشريع الشذوذ إعتداء على حق الإنسان البشري السليم الذي يحافظ على فطرة الله سبحانه وتعالى، وهذا الأمر لا يتعلق فقط بالمسلمين إنما هو يعني كل الطوائف، لذا لا يجب إعتبار هؤلاء الناس طبيعيين هم مرضى يحتاجون إلى علاج وحجر حتى لا يصيبوا غيرهم بالبلاء وبأفكارهم الهدّامة وشذوذهم اللاأخلاقي والغير بشري”.
ويُشدّد على أنّه “من الضرورة أن يواجه هذا المشروع من قبل الكنيسة والمسجد، ومع كافة المرجعيات الدينية والجمعيات والفاعليات، ويجب أن نقف صفًا واحدًا لمواجهة المشروع العبثي المخالف لفطرة الإنسان”.
وفيما يتعلّق بموضوع منع عرض فيلم باربي في صالات السينما اللبنانية؟ يقول الشيخ مرعب: “هذا الفيلم مضرّ في بيئتنا ومجتمعنا وثقافتنا ومن يعترض على قرار منع عرض الفيلم بحجة قمع الحريات فهو غير مدرك لقراره وإعتراضه في غير محله، لأنّ الحرية تقف عند حرية الآخرين ولا يمكنني بحجة الحرية أن أُخرّب عقول الأفراد والأطفال وأنشر بينهم الرذيلة والتفاهة، وقرار وزير الثقافة بمنع عرض الفليم قرار سليم، أما المعترضين عليه فهم يعملون في إفساد الأرض ويخالفون قوانين الله سبحانه وتعالى في كل الدنيا وفي كل بقاع الأرض”.