“إذا كان الصيف أكثر حرارة من المُعدلات الطبيعية بشكل لافت، فإن الشتاء القادم سيكون أكثر قساوة لناحية البرد”, هذه هي النظرية المتوارثة عن الأجداد، والتي لا تستند إلى أسس علمية، لكن في المفهوم العام فإن هذه النظريات عادة ما تنبع من خبرة لا سيّما لدى المزارعين، إلا أنها اليوم بدأت تتأكد علمياً، لذلك فإن الطقس الحار غير المسبوق الذي نشهده يدعو للسؤال عن أي شتاء ينتظرنا؟
في هذا السياق, رأى المتخصص في الأحوال الجوية الأب إيلي خنيصر, أنه “عندما نرى اليوم أن القطب الشمالي ناشط خلال فصل الصيف, وأدّى إلى عواصف ثلجية في أوروبا, هذا يعني بالنظرية العلمية أنه سيكون ناشطاً جداً خلال فصل الشتاء, ما يعني انه قد يكون الشتاء المقبل الأقسى على لبنان ودول العالم”.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت” قال خنيصر: “اليوم نشهد تسريبات قطبية على المناطق المدارية في السعودية, والذي سبب تساقط حبات برد كثيفة من مكة إلى المناطق الجنوبية السعودية, أبها والطائف, أي بقدر مساحة لبنان “.
وأضاف, “إذا حصل معاكسات من قبل المرتفع السيبيري, قد ينعكس بشكل سلبي على فصل الشتاء بشكل عام, وهذا لا يمكن معرفته إلا في شهر تشرين المقبل”.
ولفت إلى أنه “من الناحية العلمية المنخفض الهندي الموسمي يعود في تشرين إلى الهند, والمنخفض الايسلندي يبدأ نشاطه, لذا علينا ان ندرس حركة الضغوط الجوية آخر تشرين الأول, للمرتفع السيبيري, والمرتفع الآزوري, والمنخفض الايسلندني, وللمرتفع القطبي لتتضّح صورة الشتاء أكثر”.
أما من الناحية النظرية, وبحسب أجدادنا إذا كنا الصيف أكثر حرارة يعني الشتاء أقسى برودة.
وتوقّع خنيصر, في الختام أن “يكون هناك نشاطاً قطبياً في فصل الشتاء المقبل, وسيكون أقسى من العام الماضي, وشبيه بالعام الذي قبله, حيث أتى 6 عواصف ثلجية على لبنان