في سابقة تاريخيّة، لم يشهد لها لبنان من قبل، أن يصادر فناناً حرية الصحفيين، ويمنعهم من الإدلاء بآرائهم حول حفلٍ ما. وما قام به المغني المصري عمرو دياب من شروط وبدع قُبيل حفلته في بيروت، مُثيراً للجدل وانتهاكاً صارخاً لحقوق الصحفيين.
وآخر هذه البدع اشتراط دياب توقيع الصحفيين والمصورين وثيقة لحضور حفله، تتلخص بتعهد الصحافي بعدم انتقاد الحفل والتقاط أي مقطع فيديو، تحت طائلة حذف المادة أو الفيديو، بطلب من دياب أو الجهة المنظمة.
كما يشترط التعهد على الصحافي، الالتزام بعدم التصريح أو كتابة أي مقال أو منشور “من شأنه الإساءة إلى قيمة هذا الحفلة أو لشخصية عمرو دياب أو لشركة Rodge أو الشركة المنظّمة”.
لم يعهد لبنان هذا النوع من القمع الفنيّ من قبل. وربما تناسى عمرو دياب اعلان “بيروت عاصمة الإعلام العربي 2023”.
وسُجّلت عدة مواقف تنتقد هذا القرار والتسلّط الوقح من قبل دياب.
الصحافي علي مرتضى، سجّل موقفاً عبر منصّة “اكس”، قال فيه: “اذا في شغلة بتجمع الشعب اللبناني بطوائفه الــ18 هي انو ما حدا في يسكتنا! وهالحفل عمرو ما يكون”، منتقداً بشدّة هذا الأسلوب المرفوض من قبل أي صحافي حرّ، مطالبا بردٍّ قويّ.
من جهته، شدّد نقيب المصورين علي علّوش رفص اسلوب عمرو دياب في التعامل مع المصورين والصحافيين ، معتبراً ان هذا التعهّد “يقوّض حرية الرأي والتعبير التي يكفلها الدستور اللبناني، كما يعرقل مهمة الاعلام ويعيق حركة المصورين والاعلاميين في التعامل مع حدث ضخم يعوّل عليه لبنان لبث صورة ايجابية عن تعافيه بعد الازمات التي يعاني منها”.
وكان صحافيون تناقلوا تصريحاً لزوجة المتعهد الفني جان صليبا، التي قالت إن “عمرو دياب لم يسدد حق زوجها الراحل، ولم يسهم القضاء في تحصيل حقه قبل وصول دياب الى بيروت”.
وأكدت معلومات صحفية، أن عمرو دياب ينوي مغادرة لبنان فور انتهاء حفله، وأنه لن يقيم لاكثر من ساعات، ولن يقوم بإجراء مقابلات بُعيد الحفل.