اعتبر متروبوليت بيروت وتوابعها المطران الياس عودة أنّ “اللبناني بحاجة إلى صبرٍ كبيرٍ وإلى صلاةٍ مُستَمِرَةٍ لكي يحتمل صعوبة العيش في هذا البلدِ المُفَكَّكِ الذي لا رأسَ يَقودُه، ولا حكومة تعمَلُ مِنْ أجلِ إنقاذه، ولا مجلس نوّابٍ يَعي مسؤولـيـتـه وواجـبـه في انتخاب رئيس مِنْ أجلِ بَدءِ مسيرة الإنقاذ”.
ولفت عودة في عظة الأحد من كاتدرائية القديس جاورجيوس – وسط بيروت، إلى أنّ “المواطن في لبنان لا يحصل على أدنى حقوقه، وهو مُطالَبٌ بأنْ يقوم بواجباته تُجاه دولتِه التي لا تُفَوّت فرصةً دون تحميله أعباء إضافيّةً فيما أمواله محجوزة وهو في الضيق”.
وأشار إلى أنّ، “الدولة التي تُدرك دورها تحترم مواطنيها وتسعى جاهدةً لتأمين الحياة الكريمة لهم عبر الخدمات الضرورية والأمان والاستقرار والعدالة، ثم بعـد تأمين حقوقهم تطلب منهم القيام بواجباتهم”.
ورأى المطران عودة أنّ “المُضحِكُ المُبكي أنَّ المواطن الراغب في القيام بواجبه كدَفْعِ ما يَتَوجَّبُ عليه مَثَلاً مِن رسوم وضَرائبَ لَا يَجِدُ إدارةً تَعمَلُ ولا مُوَظَّفاً يُداوِمُ، لكنّه قد يُفاجَأُ بِحَجْزِ سيارته بِحِجَّةِ عَدَمِ دفْعِ الرُسومِ المُتَوَجِبَةِ عليها في الإدارة المُعْلَقَةِ الأبواب، أو بالغراماتِ تتراكم عليه بسبب التأخير. أليس هذا قهراً للمواطن؟”.
وتابع، “يُلوّحون بزيادة الرسوم والضرائب. ماذا قدّموا للشعب؟ وأين الإصلاحات التي سَئِمنا تكرار الحديث عنها. أين الوعود؟ وكيف تستقيمُ الأمور في دولة بلا رأس، وبحكومة مستقيـلـة، وبمجلس نيابي مُشرذم؟”.
وختم عودة: “السنة الدراسيّة على الأبواب والأحمال على أكتافِ الأهل ثقيلة، والوضعُ الاقتصادي ما زال مُتَرَدِّياً، وقُدرة اللبنانيين على التَحَمُّل أصبحت ضعيفة. هل فَكَّرَ المسؤولون بهذا الوضع؟ أَلَمْ يَحِنُ الوقتُ بعد لانتخاب رئيس وتشكيل حكومة تتولّى إيجاد الحلول؟”