(وَتَحَلَّقنا حَولَ حَوْضِ السِّباحَةِ، في مِنطَقَةِ الأَرزِ، صَحْبًا وكُؤُوسًا،
وفي الماءِ فِتنَةٌ يُغْبَطُ عَلَيها الماءُ، فَكانَتِ القَصِيدَة)
ها هُنا أَرزِي، وصَحبِي، والجَمالْ، وحِسانٌ وَصْلُها صَعْبُ المَنالْ
يُوشِكُ الماءُ لِفَرْطِ الدِّفءِ مِن هذه الأَجسادِ أَن يَجْفُو الحَلالْ
فَيُطِيلُ الجَسَّ، واللَّمْسَ، وما بَينَها التَّقبِيلُ في أَخفَى الظِّلالْ
وهُدُوءُ الصَّحْوِ يُشجِينا بِما يَحمِلُ الأَنسامَ مِن عالِي الجِبالْ
وأَنا طَرْفِي على الحُسْنِ، وَكَم رُحْتُ أَستَجدِي مَلَذَّاتِ الخَيالْ
خَدَرُ الإِحساسِ مِن عَيْنٍ إِذا رَمَقَت تَنشُرُ غُنْجًا وَدَلالْ
فَيَحِنُّ القَلبُ، يَعرُوهُ الوَنَى، فَلَقَد فاضَ بِهِ وَقْعُ النِّصالْ
تَسكَرُ الرُّوحُ، وَيَسرِي في مَدَى ــــــــــــ البالِ ما لَم تُعطِهِ خَمْرُ الدَّوالْ
ويَبِيتُ الصَّدْرُ مِن تَحنانِهِ، قَلِقًا يَجتاحُهُ أَلفُ سُؤَالْ
أَفَلَ العُمرُ، وَوَلَّت صَبْوَةٌ، وَسِنِينٌ، عَبَرَت فِينا، طِوالْ
فَإِذا الرَّوْضُ جُذُوعٌ هَشَّةٌ، وإِذا المَوْسِمُ خِلْوٌ مِن غِلالْ
والغَوالِي كُنَّ مِن عَهْدِ الصِّبا، وأَنا، اليَومَ، وما لِي مِن غَوالْ
يا لَيالِي الحُبِّ لَو يُرجِعُ لِي دَهرِيَ المَنكُودُ هاتِيكَ اللَّيالْ
لَو يَعُودُ العُمرُ، نَشتارُ بِهِ شَهْدَ خُلَّانٍ، وأَشواقَ وِصالْ
هيَ آمالُ سَرابٍ، وأَنا أَشخَصُ الآنَ إِلى الماءِ الزُّلالْ
في خَيالِي رَغبَةٌ تَدعُو، وفي مُقلَتِي، مِن ذلك السِّحْرِ، اشتِعالْ
يَبزُغُ الحُسْنُ كَفَجرٍ طالِعٍ يَنثُرُ الفِضَّةَ في خُضْرِ التِّلالْ
وأَنا يَحتَلُّنِي الوَجْدُ، وفي قَلبِيَ الرَّغبَةُ في هذِي اللَّآلْ
لَيتَ لَو يَحمِلُنِي المَوجُ على غَمْرَةِ الفِتْنَةِ في أَشهَى مَجالْ
كُنتُ أَرضَى مِن زَمانِي قِسمَةً لا أُبالِي لَو سَرَى فِيها الضَّلالْ
وَسَأَلتُ اللهَ أَنْ دَعْنِي، ولا تُزِلِ النِّعْمَةَ مِن هذا الحِيالْ
آهِ مِنها شَيْبَةٌ لا تَرعَوِي عَن جَوَى الشَّوقِ لِرَبَّاتِ الحِجالْ
حَسبِيَ، اليَومَ، مِنَ الإِغواءِ أَنْ قَلَمِي يَقطِفُ ما لَيسَ يُطالْ!
***
لَن أُضِيعَ العُمرَ في ما لَيسَ في تَوقِهِ إِلَّا مُحالٌ في مُحالْ
فَلْأَعِشْ ما تَنَفَحُ الرُّؤْيا مِنَ ــــــــــــ الذِّكرَياتِ الغُرِّ عَن عَهْدِ الجَمالْ
وَلْيَكُنْ لِي مِن يَراعِي مَوْئِلٌ، وعَزاءٌ، لِي، إِذا دانَى المَآلْ!