تكاد أخبار حوادث السير اليومية مع ما تخلّفه من ضحايا العنوان الأبرز لأسباب الوفيات في لبنان، والتي تفاقمت بعد الأزمة الاقتصادية والتداعيات لتوقّف أعمال هيئة إدارة السير التي حجبت عن الشباب رخص السوق فبات الفلتان على الطرقات مُباحاً للجميع وهذا ما يبرّر الوفيات التي تحصدها طرقات لبنان كل يوم.
وفي إطلالة سريعة على أرقام الحوادث يتبيّن الرقم الصادم الذي يرتفع بشكل ملحوظ كل شهر, وكان لبنان شهد خلال الأعوام من الـ 2012 إلى 2023 وحتّى نهاية شهر حزيران سقوط 6,001 ضحيّة, بحسب الدولية للمعلومات, إلا أن اللافت كان ما أشارت إليه غرفة التحكم المرور خلال شهري تموز وآب حيث سُجّل إرتفاع ملحوظ بعدد الضحايا. فيكف جاءت الأرقام حتى اليوم 24 آب؟
في هذا السياق كشف الخبير الإحصائي في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين, أن “نسبة حوادث السير وأعداد الجرحى والقتلى ارتفعت خلال النصف الأوّل من العام الحالي, حتى نهاية شهر حزيران, مقارنة بالفترة ذاتها في العام 2022”.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”, قال شمس الدين: “عدد الحوادث إرتفع من 916 حادث إلى 1099 حادث, أي بزيادة 26% من حيث عدد الحوادث, مشيراً إلى أن “عدد القتلى إرتفع من 129 قتيل إلى 199 قتيل, أي بزيادة 54%, إنّما أعداد الجرحى ارتفعت من 1003 جرحى إلى 1230 جريح, أي بارتفاع 22.6%”.
أما إحصاءات غرفة التحكم المروري, فأشارت إلى إرتفاع ملحوظ بعدد حوادث السير خلال شهر تموز 2023, فقد تم تسجيل 219 حادث سير, مما تسبب بسقوط 32 قتيلاً, و313 جريحاً, وقبل أن ينتهي شهر آب بحوالي الأسبوع تم تسجيل 156 حادث سير, تسببت بسقوط 38 قتيلاً, و220 جريحاً”.
واعتبر شمس الدين, أن “وضع الطرقات السيئ في لبنان هو الذي يسبب إلى هذه الحوادث, وبرأيه في حال تم تحسينها و توجيه إرشادات إلى السائقين, قد نشهد المزيد من تراجع حوادث السير،كما يضيف سبباً رئيسياً والناتج عن عدم إنارة الطرقات”.
ورأى أن “عدم الرقابة على اللآليات, لا سيّما أن الكثير منها لا يستوفي الشروط للسير على الطرقات ممّا يؤدي إلى مزيد من الحوادث, إضافة إلى عدم رقابة القوى الأمنية, بحيث هناك بعض المواطنين يقودون سياراتهم وهم في حالة سكر, لذا تخوّف شمس الدين, من أن تستمر أيضاً بالارتفاع في الأشهر المتبقية من هذا العام”.
هذه الأرقام الصادمة عن عدد الضحايا الناتج عن هذه الحوادث تؤشر إلى أنها خطيرة جداً ومميتة حتى وإن انخفضت أو إرتفعت ممّا يحتّم المباشرة بتطبيق قانون السير وتعديل رسوم المخالفات بما يكبح جنوح السائقين نحو القيادة بطريقة جنونية تهدد حياتهم وحياة بقية اللبنانيين.