أكد النائب غسان حاصباني، ان “الـ10452 كلم2 التي شكّلت العنوان الرئيسي لمشروع الرئيس بشير الجميل ولحملته الرئاسية لم تكن محصورة بمساحة جغرافية فقط بل كانت عنواناً لمشروع دولة على المستوى الانساني والكياني والوجداني والوجودي والسياسي”.
وشدد على، ان “الدولة هي شعب وأرض ومؤسسات ولا يمكن ان تقوم إن أصيب أحد هذه الاعمدة الثلاثة بخلل”.
كلام حاصباني جاء خلال ندوة حوارية بعنوان “قضية الوجود وبناء الدولة” بمناسبة ذكرى انتخاب الرئيس بشير الجميل نظمها بالتعاون مع منطقة بيروت في “القوات اللبنانية”.
وأوضح حاصباني، أن “الارض في الـ10452 كلم 2 واحدة وموحدة ونهائية ورغم كل ما قيل ويقال لا شيء يقسّم الارض التي التزم بها بشير في مشروعه. لكن هناك من يعمد عند الحديث عن تقسيم اداري خدمة لشؤون الناس الى وضعه في اطار التقسيم الجغرافي وهذا ليس المشروع المطلوب”.
وأكد، أن “الارض ليست وطناً بديلاً او منصة لأحد ولا مقاطعة ضمن كيان آخر ولا ساحة لصراعات الاخرين”.
وتوقف حاصباني عند المرتكز الثالث وهو المؤسسات، مذكراً أنها “انهارت خلال الحرب وللاسف تفككت بعد الحرب لأسباب أخرى وإعادة بنائها تتطلب شرطاً اساسياً هو إخلاء سبيلها، فهي محتلة من قبل من يريد السيطرة على هذه الدولة وتفكيكيها وإضعاف قواها”.
وأضاف، “الهاجس لدى القوات اللبنانية هو المؤسسات العسكرية والامنية وخصوصا مؤسسة الجيش الذي يجب ان يكون متعافياً ومرتفع المعنويات وطني الاهداف وشعبي الانتماء أي الجيش للشعب وليس للسلطة، وحين تقتل السلطة شعبها يكون دور الجيش الدفاع عنه. بناء المؤسسات يعني ان الوفاق حكم لا لقاء، اي ان يكون الوفاق ضمن اطار القانون والمؤسسات كي ينتظم الحكم لا ان نعمد الى الحوار والنقاش عند كل محطة”.
واستكمل حاصباني، “إضافة الى ما تقدم المطلوب سلامة وإنتظام العمل الحكومي، فصل المؤسسات، إنتظام الاجهزة الرقابية وضرب الفساد، تمثيل المواطنين ضمن هيئات تمثل خبرات القطاعات لا هيئات تهدف الى تسييس العمل النقابي وضرب القطاعات وابتزاز الدولة. المطلوب ايضاً استقلالية القضاء وهي جزء اساسي من الانتظام العام والعمل الرشيد”.
وأشار حاصباني الى، ان “المؤسسات انبثقت من الشعب لخدمته ومصدر السلطات هو الشعب الذي ينتخب مجلس النواب كسلطة تشريعية ورقابية. تنبثق بعدها سلطة تنفيذية ويكون هناك ادارة لتساعدها بتنفيذ مشاريعها وبرامجها واجهزة رقابية مستقلة تمنعها من الانحراف نحو الفساد وقضاء وجيش وهيات ومجتمع مدني. هكذا تكتمل الحلقة لقيام الدولة المنبثقة من الشعب ولخدمة الشعب”.
وختم، “خوفنا اليوم ليس على بقاء الارض بل على بقاء الهوية التي توافق عليها اللبنانيون بأن يكون لبنان وطنا نهائيا لكل ابنائه لذا نعمل كقوات لبنانية بكل ما اتينا من قوة دفعاً عن هوية لبنان وخصوصيته”.