أكد المحامي اللبناني المهتم بحقوق الإنسان محمد صبلوح، اليوم السبت، أن “لواء طارق بن زياد التابع لـلجيش الوطني الليبي قد أطلق سراح 80 شخصا من المهاجرين غير الشرعيين”.
وفي حديثٍ لـ “الحرة”، أشار صبلوح إلى أن “من المتوقع الإفراج عن الثلاثين الآخرين في قادم الساعات القليلة”.
وتعيش عشرات العائلات في شمال لبنان حالة من الترقب والخوف على أفرادها وأقاربها، الذين انطلقوا في 11 من الشهر الجاري على قارب للهجرة غير الشرعية نحو إيطاليا، لكن قبل الوصول إلى الحلم الأوروبي دخلوا في مصير مجهول، ليتداول بعدها أنه جرى احتجازهم في ليبيا.
وكان المركب يقلّ بحسب ما ذكرت منظمة “هاتف الإنذار” 110 أشخاص، من بينهم 37 طفلا، وذلك بعد أن كان مقررا أن يبحر المئات على متنه، لكن مخابرات الجيش اللبناني أوقفت عددا كبيرا من الأشخاص قبل تمكّنهم من الالتحاق عبر مراكب صغيرة بالمركب الذي كان ينتظرهم في المياه الإقليمية.
وقال صبلوح: “بعد متابعات مضنية عبر منظمات محلية ودولية وعبر منصات إعلامية تمكنا يوم أمس الجمعة، من معرفة أن عددا من المهاجرين المحتجزين قد جرى إطلاق سراحهم مع إبقائهم على الأراضي الليبية، ونحن على وعد في الساعات المقبلة بإطلاق البقية”.
وتابع: “بعد ذلك سوف نتابع مصير هؤلاء المهاجرين فيما إذا كانوا سوف يبقون داخل الأراضي الليبية، أو يتم نقلهم إلى جهة أخرى، ولكن المعلومات المؤكدة أن عددا كبيراً من الذين جرى إطلاق سراحهم يوم أمس (80 شخصا من أصل 110) قد اتصلوا بعائلاتهم لبث الطمأنينة في أنفسهم، وما زلنا بانتظار الإفراج عن الباقين اليوم”.
وعن ظروف من أفرج عنهم، أجاب صبلوح: “هناك عدد من الجرحى الذي أصيبوا برصاص (قراصنة ليبيين) قبل أن تعترضهم مراكب تابعة للواء طارق بن زياد، وقد جرى إعطاء كل شخص من الذين أفرج عنهم في بنغازي 10 دولارات لتأمين قوت يومهم”.
وأضاف، “بحسب معلوماتنا الأولية يجري الاعتناء بالجرحى وأن الجميع يتلقى معاملة حسنة حتى الآن، ولكن ليس لدينا المزيد من التفاصيل، ونأمل بنهاية سعيدة لتلك العائلات التي شردت في الأراضي الليبية”.
وفي وقت سابق، ذكرت مؤسسة بلادي لحقوق الإنسان الليبية أنها تتابع القضية، وبحسب ما قال مديرها التنفيذي، طارق لملوم أنّه “تواصلنا مع منظمة (هاتف الإنذار) فأطلعتنا أن المعلومات التي حصلت عليها تؤكد احتجازهم في ميناء بنغازي وقد وعدت بإطلاق سراحهم”.
وبسبب الانهيار الاقتصادي تحوّل لبنان إلى منصّة انطلاق للمهاجرين غير الشرعيين، وبعد أن كانت الغالبية العظمى منهم في السنوات الماضية من السوريين، انضم إليهم منذ عام 2020 عدد من اللبنانيين واللاجئين الفلسطينيين، وبعد أن كانت قبرص، هي الوجهة الرئيسية لهؤلاء بسبب قربها من شواطئ لبنان الشمالية، إذ لا تستغرق الرحلة سوى بضع ساعات للوصول إليها، وكذلك اليونان التي تحتاج إلى نحو يومين لبلوغها، أصبحت إيطاليا منذ مدة هي الوجهة كونها نقطة عبور إلى أوروبا.