وسط حال الإنسداد المالي والرئاسي والحكومي والنيابي، لم تعد تسجّل أي دينامية على المسرح الداخلي، إلاّ الحوار الذي توقف بعد 4 جلسات بين “التيار الوطني الحر” و”حزب الله”، بانتظار الجواب الذي ينتظره رئيس التيار جبران باسيل من الحزب، والذي لم يجهز بعد على الرغم من كل الإشارات والرسائل التي يطلقها نواب “لبنان القوي” تارةً باتجاه المعارضة وطوراً باتجاه الحزب.
وفي مقابل تأكيد فريق المعارضة على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور والذي تقاطع معه مجدداً التيار، في موازاة حواره مع الحزب على تأييد رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، فقد أنجز الفريق المؤيد لفرنجية تصوره لمواصفات رئيس الجمهورية العتيد، وأودعها السفارة الفرنسية رداً على رسالة الموفد الفرنسي الخاص جان إيف لودريان.
وفي معلومات لـ”ليبانون ديبايت”، فإن عملية خلط أوراق واسعة قد انطلقت أخيراً على الساحة الداخلية، وهي بدأت مع الحوار “الحذر” بين الحزب والتيار أولاً، ثم استعادة التقاطع المعارض رصّ صفوفه ثانياً، واستحضار زعيم المختارة وليد جنبلاط خطاب التسوية السياسية ثالثاً. وبانتظار وصول حوار الحزب والتيار إلى خواتيمه، تتحدث المعلومات عن تعديلات على مهمة لودريان، بسبب رفض كتل ونواب عدة اقتراح طاولة العمل، والتي قد تدفع إلى سحب هذا الإقتراح عندما يأتي الموفد الرئاسي إلى بيروت، ويجد هذا الرفض واضحاً ومثبتاً في الأجوبة النيابية المعارضة لهذا الإقتراح التي أتت في الإعلام، قبل الرسالة الجوابية إلى قصر الصنوبر، خصوصاً وأن التيار اشترط كما المعارضة، أن تفتح طاولة الحوار الباب أمام جلسات انتخابية رئاسية. ولذلك، فإن التركيز الآن هو على الموقف الذي سيعلنه الحزب من ورقة باسيل السياسية كونه سيحدد مسار الحراك الفرنسي، حيث تكشف المعلومات أن الحزب أبدى مرونةً حيال مطلب باسيل حول الصندوق الإئتماني، لكنه لن يحسم قريباً مطلب اللامركزية الإدارية والمالية الموسعة، وبالتالي، فإن الصورة غير واضحة المعالم داخلياً بالنسبة لموقف باسيل من ترشيح فرنجية كما فرنسياً بالنسبة للقرار الذي سيتخذه لودريان الذي لن يسير بأي اقتراح حواري، مكتوب له الفشل قبل انطلاقه. |