تاريخ “مفصلي” بإنتظارنا… هل نشهد خضات كبيرة؟

تطرّق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال افتتاح مؤتمر السفيرات والسفراء الفرنسيين المعتمدين في العالم إلى الحديث عن الملف الرئاسي اللبناني، ونُقل عن ماكرون تفاؤله فيما يتعلق بالملف اللبناني، فهل ينعكس هذا الكلام إيجابًا على العودة المرتقبة للموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان؟ ويكسر الجمود القائم؟

في هذا الإطار، يؤكّد المحلّل السياسي أسعد بشارة، أنّ “هذا الكلام الأول للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون منذ تعاطيه في الملف الرئاسي اللبناني، وهو إضطر بأن “يضع الإصبع على الجرح” وأن يحدّد مسؤولية التعطيل ومن يمنع إنتخاب رئيس للجمهورية، وكان لافتًا بأنه لم يُسمِ حزب الله في كلامه بل هو سمى مباشرةً إيران”.


ويقول بشارة في حديثٍ لـ “ليبانون ديبايت”: “الرئيس الفرنسي قال الأمور كما هي، وبالتالي هذا يعكس ما تمر به المبادرة الفرنسية من صعوبات والتي إنطلقت على أسس معينة لإرضاء إيران حيث وصلت إلى حائط مسدود”، لذلك يرى أنه “يجب على فرنسا أن تعود للتماهي أكثر داخل مجموعة الدول الخمس وأن تنسجم مع البيان الخماسي الذي صدر في إجتماع الدوحة الأخير والتي كانت هي جزء من صناعته”.

وحول إمكانية تبدّل موقف قوى المعارضة من المبادرة الفرنسية؟ يرى أنّه “إذا لم تُعدّل المبادرة الفرنسية بشكل جذري من خلال طريقة مقاربتها للملف الرئاسي لا يمكن أن يتغيّر موقف قوى المعارضة منها، وما طرحه لودريان في زيارته الأخيرة هو إخراج شكلي فارغ من أي مضمون وهو فقط تعبير عن فشل حصول أي إختراق في الملف الرئاسي”.

لذا، وإذ يعتبر بشارة أن “الإختراق الوحيد الذي على فرنسا القيام به هو إقناع إيران بأن ترفع يدها عن الملف الرئاسي اللبناني، لكنه يستبعد “حصوله لأنه من الآن وحتى إشعار آخر إيران مستمرة بمعادلة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية أو الفراغ”.

كما يُشير إلى ما يقوم به رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في الوقت الحالي، مؤكدًا أنّ “باسيل لا يريد فرنجية كما أنه أيضا يخشى من قائد الجيش، وكل ما يحاول القيام به هو تمرير الوقت من أجل إحراق ورقة قائد الجيش، طالما أنه يعتبر بأن الوضع القائم الآن كفيل بأن لا يوصل فرنجية إلى الرئاسة”.

ووفقًا لما يرى المحلّل بشارة، فإن “هناك إستحقاقات داهمة في المرحلة المقبلة ومن الآن حتى رأس السنة سوف تنتهي ولاية قائد الجيش، لذلك سيكون هذا التاريخ مفصلي، متوقعًا “حصول أحداث كبيرة قبل هذا التاريخ”.