هل بدأ رئيس المجلس النيابي نبيه بري بهجوم معاكس على “التيار الوطني الحر”، وتحديداً رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، حيث وجّه لهم رسالة شديدة اللهجة في مناسبة حاشدة وهي الأبرز لحركة “أمل”، أي ذكرى تغييب الإمام السيد موسى الصدر.
إذ ينقل من مصادر سياسية بأن حرب تصفية الحسابات بين عين التينة وعون وصهره تحديداً رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، لن تكون سهلة في ظل سعي بري إلى قطع الطريق على رئيس “التيار البرتقالي” رئاسياً منذ اليوم، وحيث يعلم رئيس المجلس أن الأخير يناور ل”تطفيش” وقطع الطريق على مرشح “الثنائي الشيعي” رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، وحتى قائد الجيش العماد جوزيف عون.
ومن هنا، يتوقع أن يشهد الأسبوع الجاري حملات ومساجلات بين الطرفين، وسيكون له وقعه على الساحة الداخلية، إذ سيرفض “التيار” دعوة بري للحوار، في حين أن رئيس المجلس يتواصل وينسّق مع الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان حول “طاولة العمل”.
ولهذه الغاية عندما قال بري “ما بتعرفوني، وما تغلطوا معي” إنما كلامه موجّه تحديداً ضد باسيل، وإن دخلا في المعركة من باب استخراج الغاز، وهذا ما ألمح إليه بري، عندما قال “إنطلقنا في هذه العملية في ال2002 يوم كان عون في باريس”، قاطعاً الطريق على محاولة استثمار الأخير لاستخراج النفط.
ويرى مراقبون، أن الإشتباك بين عين التينة وميرنا الشالوحي ليس بجديد، إنما يحمل أبعاداً رئاسية وقضائية، لا سيما ما تطرّق إليه رئيس حركة “أمل” من على تخوم الضاحية الجنوبية وأمام الحشود ليقول لعون وصهره أنا موجود ولا زلت قوياً “وخيّطوا بغير هالمسلّة”، ما يعني أن معركة الرئاسة الأولى على أشدّها بين الطرفين.
ولكن السؤال، هل لدى الرئيس بري معلومات ومعطيات عن فشل الحوار بين “التيار الوطني” و”حزب الله؟ هنا، ينقل وفق المعلومات، بأن التطابق في وجهات النظر بين الحزب و”أمل” حول دعم مرشّحهم لا زال متماسكاً، وأن الحزب ليس في وارد خوض معركة “التيار” في مواجهة بري، وهذه المسألة من شأنها أن تعيد خلط الأوراق في هذه المرحلة، ولا سيما قبل وصول لودريان إلى بيروت.
في مقابل ذلك، يعتقد البعض أن هذه المواقف هي بمثابة مناورات سياسية، بحيث سيستدرج بري باسيل إلى ساحة المساجلات من خلال خبرته وحنكته السياسية ليتهمه بالتعطيل ونسف الحوار، وحيث يخوض أبو مصطفى، معركة في الحكومة مع وزراء “التيار البرتقالي”، وأخرى في المجلس النيابي وعلى كل الخطوط، وهذا ما سيتبلور خلال الأيام المقبلة، إذ أن الجميع يترقّب ما سيقوله رئيس “التيار الوطني الحر” خلال لقاء مرتقب لتكتل “لبنان القوي” والمكتب السياسي ل”التيار”، حيث علم أن رداً عنيفاً متوقّعاً على الرئيس بري سيصدر عن هذا الإجتماع.