أصدرت قاضية التحقيق في قضية الطفلة “لين طالب”، سامرندا نصار قرارها الظني في القضية، والذي يعتبر بمثابة نتائج للتحقيقات التي استمرت منذ ارتكاب الجريمة.
وطالبت القاضية في القرار الظني بإعدام الجد والجدة والأم والخال، وهو الأمر الذي أثار حالة من الجدل في لبنان وخارجه. فقد نقلت وسائل إعلام عدة “القرار الظني” على أنه قرار بالإعدام في حق المتهمين، في حين أن “عقوبة الإعدام” لا تُطبق في لبنان منذ سنوات.
وتوجهت “العربية” بالسؤال إلى المحامي والمحاضر في القانون رالف حاتم طنوس، والذي بدوره أكد ان “الخطوة التالية هي تحويل ملف القضية إلى النيابة العامة الاستئنافية والتي ستحوله بدورها إلى الهيئة الاتهامية”.
وأضاف، “الهيئة الاتهامية سوف تبحث ملف القضية بالكامل، ومحكمة الجنايات في الشمال هي التي ستصدر العقوبة بحق المتهمين، وليس قاضي التحقيقات”.
وقد توصلت قاضية التحقيقات سامرندا نصار إلى بعض التفاصيل الصادمة في القضية، حيث تبيّن أن “الخال قام باغتصاب لين في غياب أهل المنزل، لأن أمها كانت بصحبة خالتها التي كانت في حالة ولادة بالمستشفى. وأقدم الخال على ارتكاب الجريمة بالحمام، حيث غطى فمها بشريط لاصق حتى لا يسمع أحد صراخها، ما تسبب في تورم شفتيها، وأمسك يدها بقوة ما تسبب في كسر يدها، واغتصبها بوحشية ما أدى لظهور عدة كدمات في جسدها النحيل”.
كما كشفت أنه “بالرغم من صغر سنها، إلا أن الطفلة المسكينة حاولت الدفاع عن نفسها، وخدشت المتهم بأظافرها على رقبته. وقيل إن أفراد العائلة قاموا بحذف كل المحادثات التي تمت بينهم بواسطة الهواتف المحمولة، للتستر على الجريمة، إلا أنه بفحص هاتف الخال تم العثور على عدة فيديوهات له وهو يداعب لين بطريقة غير مألوفة. كما تم العثور على عدة فيديوهات لأطفال تحمل طابع “بيدوفيلي” أي التحرش الجنسي بالأطفال”.
وتابعت، “حين علم أفراد العائلة بالجريمة، حاولوا التستر على الجريمة. فوضعوا الطفلة المسكينة في ماء وملح لإخفاء الكدمات، إلا أن ذلك زاد من آلامها، علاوة على أنها فقدت الرغبة في الأكل والشرب لخمسة أيام، وكانت ترتعد من دخول الحمام أو من اقتراب أي أحد منها، وحين ساءت حالة الطفلة وارتفعت حرارتها، اضطروا لاصطحابها إلى المستشفى وتكشفت الجريمة”.
وكشف الصحافي عمر قصقص لـ”العربية”، بعض التفاصيل حيث أشار إلى “ضلوع الخال والأم والجد والجدة في ارتكاب الجريمة، حيث قرروا أن يقتلوا الطفلة في سبيل ألا يفضحوا خالها، وهذا ما دفع قاضية التحقيقات بالمطالبة بإعدامهم الأربعة في قرارها الظني”.
ولفت إلى أن هناك “جملة مؤثرة جدا وردت في القرار الظني، حيث كانت جدتها (التي تعلم بعملية الاغتصاب) تحاول أن تهدئ من روعها لتنام، فقالت لها الطفلة المسكينة “يا تيتة ما تغمضي عيونك قبل ما أنام”، في إشارة إلى ذعر الطفلة، حيث إنها لا تستطيع أن تنام بدون أن يقوم أحد بمراقبتها”.
وأردف، “عندما اصطحبوا الطفلة عند الطبيب، كانت الطفلة تبكي وتنهار كلما اقترب منها الطبيب، فلم يستطع الطبيب إكمال الكشف عليها وحذرهم من أنها سوف تموت إذا لم يصطحبوها للمستشفى فوراً، وبالفعل توفيت الطفلة في اليوم الثاني”.
كما أشار إلى أن التحقيقات أثبتت أن “الخال تحرش بثلاثة أطفال غير الطفلة لين، وهو ما ستثبته الهيئة الاتهامية في الأيام القادمة”.