يبدأ المحلل والكاتب السياسي سركيس أبو زيد حديثه إلى “ليبانون ديبايت” بتشبيه الوضع اليوم بالمشهد الذي سبق أحداث الـ 1975 وكأن المشهد يتكرر.
ويرى أن “في كل حدث يطرأ هناك جوانب سلبية وأخرى إيجابية”، لافتاً إلى أن “المشهد الإقليمي والدولي غير واضح، هذا مع وجود مفاوضات وإتصالات، لكن هناك نوع من شد حبال أيام هناك يكون إنفراج على المستوى الإقليمي والدولي كقرب تسوية أو لقاء ما أو تفاهم أميركي – إيراني أوإيراني – سعودي أو سعودي – سوري، هنا من الطبيعي إذا حصل شيء إيجابي أن ينعكس على لبنان بطرق معينة”.
ولكن هنا يرى أنه “على المستوى الإقليمي والدولي لا شيء نهائي حتى الساعة وهذا يترافق مع إيجابيات وسلبيات”، ويأسف لأن “بعض اللبنانيين المتسرعين إما يذهبون بالتسرع بإتجاه تسوية حصلت والبعض الآخر بإتجاه أن الحرب إقتربت، وهذا ينعكس على السلوك والتوترات والتصريحات”. على مستوى الحوار يرى أن التيار الوطني الحر يكون أبدى ملاحظات إيجابية، وكذلك كما أن البطريرك الماروني كان إيجابيا في موضوع الحوار وحتى الرئيس وليد جنبلاط والفريق الذي يكون ضد الحوار وسلبي بهذا الموضوع فهو بحالة تراجع وإرباك وحتى جمهوره هو في حالة عدم ثبات وإستمرار”. من هنا يرى أن “الفرقاء الذين هم مع الحوار هم أوسع وإن كانوا خجولين لأنه شئنا أم أبينا فعلى المدى الطويل أي حرب ستحصل هي خسارة للبنان وبشكل خاص للمسيحيين وللموارنة تحديدا لهذا السبب فإن بعض الموارنة والمتطرفين يجب أن يتحلّو بالهدوء والتأني ومراجعة الحسابات بشكل جدي حتى لا يكون الموارنة بالتحديد ولبنان بشكل عام هو من سيدفع الثمن”. ويتوقّف عن الرهانات الخاسرة لبعض القيادات المسيحية التي تعيد تجربة الرهان ويقول: “هي تكرر تجربتها ورهانتها الخاسرة ولم تستفد من التجارب التي حصلت بالحرب اللبنانية من الـ 75 حتى اليوم والذين هم أنفسهم دفعوا ثمنها وحتى المارونية السياسية تراجع دورها وخسرت من صلاحياتها بسبب رهانات خاطئة، لافتاً إلى الدور الاسرائيلي والأميركي وبعض القوى الدولية الذي يشجع هؤلاء السياسيين الموارنة ويعتقدون أن الوضع لصالحهم فيراهنون على تقديرات خاطئة. ويذكر بما نشر من مذكرات إسرائيلية والتي تبين فيها كم أن الاسرائيليين يسخرون من هؤلاء السياسيين ويعتبرون أن أفقهم ضيق، فيستخدمونهم في خططهم ويشجعونهم على التصعيد ليستفيدوا هم بالتسويات التي كانوا يعقدونها مع الآخرين، ويقول: “للأسف فإن البعض لم يستفد من هذه التجربة ويعود ويكررها بشكل خاطئ، وبعض السياسيين الموارنة هم إنتحاريين برهاناتهم إضافة إلى خسارتهم يخسرون طائفتهم والبلد”. ويلحظ أن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي حذّر ومتنبّه لهذا الخطر، وقيادة الجيش لها دور في هذا الموضوع هي حذرة ومتريثة إضافة إلى الكثير من القيادات”. وإذ يشدد على أن الوضع اللبناني ليس إيجابيا، إلا أنه برأيه لا يحل بالمواجهة فالمواجهة في النهاية تؤدي إلى خسارة البلد وتضعه بمهب الريح”، ويبدي خشيته من أن “يتحول لبنان إلى جائزة ترضية للقوى السياسية والإقليمية بشكل توزيع نفوذ أو كمحاور ويخسر بنتيجتها اللبنانيون، وبخاصة في ظل ازدياد نسبة الهجرة والتي تسجّل النسبة الأكبر منها عند المسيحييين لا سيّما من فئات الشباب”. ويؤكد أن لا أفقاً لإنتخاب رئيس، وزيارة لودريان هي زيارة رفع عتب فالأطراف الإقليمية لم تحسم أمرها، والمفاوضات ستأخذ وقتها بعد وحتى التسويات والصفقات التي تحصل، وأما على المستوى الداخلي وفي ظل هذه الحدية ولا تفاهم ولا حتى أي طرف يقدم أي حل جدي، لذلك يعتقد أن عملية الانتخاب مستبعدة في المدى المنظور وهذا يزيد من الوضع تأزماً وبالذات بالنسبة للموارنة، فبعض القيادات المارونية تخسر نفسها بسبب مواقفها وتعنّتها والمكابرة على إيجاد حل يتلائم مع طبيعة التركيبة اللبنانية، فالحل دائما كان بإتجاه التسوية والديمقراطية التوافقية، لكن البعض بات يرفضها اليوم وعندما يشتعل فتيل الحرب سيطلب الجميع العودة إلى هذه الديمقرايطية ولكن ما النفع لماذا نذهب إلى المشاكل ما دمنا سنعود الى اعتماد هذه الديمقراطية. بالنتيجة يخلص أبو زيد إلى التأكيد أن كل الأمور ليست واضحة المعالم حتى الآن وعلينا أن ننتظر لنرى التطورات إن على المستوى الإقليمي من العراق إلى سوريا إلى ايران والسعودية قبل أن نتحدث عن حل فعلي في لبنان. |