رأى موقع “ميدا” الإسرائيلي أن “أي اتفاق مع لبنان بوساطة أميركية، في ظل الظروف السياسية الحالية، سيكون مكسباً لـ”حزب الله” اللبناني، وضرراً إضافياً لأمن إسرائيل، ومكافأة لإيران”.
وأضاف الموقع في تحليل تحت عنوان “هذه ليست مفاوضات مع لبنان.. إنها مفاوضات مع حزب الله”، أن الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين زار لبنان الأسبوع الماضي، بعد عام تقريباً من نجاح مهمته لتوقيع اتفاق بين لبنان وإسرائيل بشأن الحدود البحرية، قبل أيام قليلة من الانتخابات الإسرائيلية، وقبل أيام قليلة أيضاً من انتهاء ولاية الرئيس اللبناني آنذاك ميشال عون.
قبل مغادرته إلى الولايات المتحدة، أدلى هوكشتاين ببيان قصير لوسائل الإعلام في مطار بيروت، شكر فيه مضيفيه، كما تحدث عن خيبة أمله من وتيرة تقدم الإصلاحات في لبنان، وكان عليه أن يلحق برحلته، لذلك أتاح طرح سؤال واحد عليه، حيث سُئل: “هل ترى إمكانية التوسط بين إسرائيل ولبنان فيما يتعلق بترسيم الحدود البرية؟”، فشرح سريعاً وجهة النظر الأميركية، التي تنص على الاستقرار والأمن ومنع الاحتكاك، معتبراً أن ما نجح في ملف الحدود البحرية يمكن أن يتكرر.
ووفقاً للموقع، أعلن جبران باسيل، رئيس حزب التيار الوطني الحر، أنه قد يوافق على دعم مرشح “حزب الله” المفضل لمنصب الرئيس، وهو سليمان فرنجية، مقابل “إصلاحات” تشمل إنشاء الصندوق الائتماني، وتحقيق اللامركزية في سلطة الحكومة المركزية.
وأضاف، “من المؤكد أن لغة الإصلاحات التي يحملها باسيل ستطمئن الكثيرين في الغرب، الذين يرغبون في مواصلة “حملة خداع الذات” والتعامل مع كلام كبار المسؤولين اللبنانيين، وبحسب ما نشره الأميركيون، فإن باسيل كان منحازاً لحزب الله أثناء عمله وزيراً في الحكومة، وأن التصرفات التي يقوم بها مع حزب الله لها معنى واضح، وهو أن “حزب الله سوف يجمع كل الأموال”.
ويشير الموقع إلى أنه بهذه الطريقة، سيتمكن حزب الله من السيطرة فعلياً على كل ما يراه مهماً، وستستمر المليارات بالتدفق، وسيستمر الوزراء ورؤساء الطوائف والشركاء على مختلف المستويات في جمع رؤوس الأموال على حساب الجمهور، الذي سيستمر في تلقي الفتات.
وتابع، “سيستمر تمويل الجيش اللبناني من الولايات المتحدة، وسيعلن الرئيس اللبناني عن الإصلاحات، وسيعين محافظاً جديداً للبنك المركزي، وسيتم فتح الصندوق الائتماني مرة أخرى، وستتحرك الإصلاحات بتكاسل خطوة إلى الأمام وخطوتين إلى الوراء، لكن أموال حزم المساعدات ستتدفق مثل الماء في مجرى الليطاني”.
بحسب الموقع، في طريقة إدارة السياسة اللبنانية، ليس من المستبعد أن يتم تعيين جبران باسيل نفسه للإشراف على الصندوق الائتماني الذي ستصب فيه أموال الغاز، وسيكون الجميع راضين، من هوكشتاين إلى حسن نصر الله.
ولفت الموقع إلى أن إدارة بايدن تحتاج إلى رئيس وحكومة دائمة تسمح له بتسريع المفاوضات على الحدود البرية، ونقلها إلى مسارات القرار تمهيداً لمسودة الاتفاق.
وأشار “ميدا” إلى أن النزاعات الحدودية البرية بين إسرائيل ولبنان عديدة ويصعب حلها، ولها مصادر مختلفة أقدمها يعود إلى الاختلافات في علامات خريطة الحدود الأصلية منذ عام 1923، والتي رسمها ضابطان أحدهما فرنسي والآخر بريطاني، مستطرداً: “هذه الخلافات الحدودية استخدمها حزب الله كحجة مركزية، لترسيخ شرعية لبنانية داخلية، وقد تعزز حزب الله عسكرياً منذ ذلك الحين، وأتقن سيطرته من وراء الكواليس على السياسة اللبنانية على مختلف فروعها وسلطاتها، وعلى الرغم من أنه أقوى بكثير اليوم، وأقوى من أن يسقط دون أي تهديد داخلي خطير، إلا أنه لا يزال منتبهاً وحساساً للرأي العام”.
واستنتج الموقع أن المفاوضات في لبنان ليست سوى مفاوضات مع حزب الله، وأن مصالح الولايات المتحدة وفرنسا لا تتوافق مع مصالح إسرائيل، وطالما أن الوضع في لبنان هو أن فرعاً من إيران يدير الأمور، فإن أي مكسب لحزب الله يعني إلحاق الضرر بقوة إسرائيل، وتآكل ردعها وحرية عملها، ومكافأة لإيران.
وتابع: “لذلك، يجب على إسرائيل أن ترفض بشكل قاطع أي محاولة من هذا القبيل، المفاوضات على الحدود البرية مع لبنان ستحدث ذات يوم، عندما يتحرر لبنان من قبضة التنظيم المسلح الذي سيطر عليه، ووضع لنفسه هدف تدمير إسرائيل، أو على الأقل السماح لإيران بذلك”.