يبدو أن لبنان خرج من الخريطة العربية والعالمية، فبعد أن كان بوابة الشرق على الغرب فقد هذه الميزة منذ زمن والتي كرّس خسارته لها ما خرجت به قمة العشرين عبر الممر الاقتصادي الذي إستثنى لبنان لمصلحة إسرائيل لتكون حيفا الممر الإلزامي من الهند إلى أوروبا.
لماذ أُستثني لبنان؟ سؤال شكل هاجساً لمعظم اللبنانيين لا سيما أن من يشكل الثقل في هذا المشروع دول عربية تربطها بلبنان علاقات أخوة ولا تربطها بإسرائيل أي علاقات دبلوماسية لا سيما أنها لم تقبل التطبيع معها حتى الساعة.
ووفق سير الممر فإنه “بحسب الخريطة, كما يقول قزح هناك بواخر ستسير من الهند إلى الإمارات, وهناك سكّة حديد ستسير من الإمارات إلى حيفا عبر الأردن، ومن ثم ستسير بواخر من حيفا إلى قبرص, ومن قبرص إلى اليونان, ومن هناك إلى كل أوروبا”. لكن ماذا عن العلاقات السعودية الإسرائيلية فليس هناك من تطبيع بين الدولتين، يبدو قزح على يقين أن “التطبيع سيجري في الشهرين المقبلين ولن يعود هناك من عائق أمام الممر، لأن مشروع كهذا لا يمكن أن يحصل دون تطبيع”. لماذا لم يمر الممر عبر قانة السويس؟ يوضح أنه “وفق المصالح الإقتصادية التي يعمل عليها اليوم, فإن نقل البضائع المنتجة من الهند إلى وسط أوروبا عبر هذا الممر هي الطريق الأوفر والأسرع”. ولا يربط قزح، “موضوع إنفجار المرفأ بعدم مرور الممر هذا من لبنان فلو كان المرفأ بكامل استعداداته فلن يمر عبره بوجود اسرائيل، فالممر بعد الأردن أمام خيارين إما إسرائيل أو لبنان وبوجود إسرائيل لا مكان للبنان في هذا المشروع وفي الحالتين لن يستفيد لبنان منه أبداً”. ويؤكد بنظرة تشاؤمية أن “الترسيم البحري تم من أجل الغاز وكذلك البري من أجل أمن إسرائيل ولبنان لن يستفيد من أي شيء اقتصادياً، وكل ما إستفاد منه إلى اليوم هو الشباب الذين أرسلهم اهلهم في طلب العلم إلى الخارج فهم فقط رأسمال لبنان”. |