“الأمور قابلة للإنفجار… وعين حلوة أخرى ستندلع!”

رأى الصحافي والكاتب السياسي وجدي العريضي, أن “المشهد السياسي يغلّفه ستاتيكو لا مثيل له, بحيث هناك خلطة “غريبة عجيبة” وحالة إرباك وضياع, وبالتالي ثمّة تحوّلات ومتغيرات واصطفافات وفرض تحالفات, وإذا صحّ التعبير المرحلة قد تكون قابلة لتغيير وضع البلد في وقت ليس ببعيد, بعد ما وصلت الأمور إلى حافة الإرتطام الكبير”.

وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت” قال العريضي: “سبق وحذّرت بأن مخيم عين الحلوة على وشك الإنفجار, ومعطياتي أن التاريخ يعيد نفسه, أي سحب الورقة الفلسطينية من السلطة في رام الله وحركة فتح, ولذلك لم يأتِ الأمر إلا على إيقاع معارك طاحنة, والعين على بعض مخيّمات الشمال, فهناك عين حلوة أخرى ستندلع, فكل الأمور قابلة للإشتعال والإنفجار, فيما المنظومة السياسية وعلى صعيد الإستحقاق الرئاسي, والأوضاع الإقتصادية والإجتماعية, نرى المنظومة السياسية في سبات عميق”.

 

وأضاف, “شغور رئاسي, حكومة تصريف البلد وليس الأعمال, ومجلس نيابي معظمه يجب أن يذهب إلى منزله وأنا مع إقتراح نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب, بحلّ المجلس اليوم قبل الغد وانتخاب مجلس نيابي جديد”.

وبالنسبة لزيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان؟ قال العريضي: “هذه الزيارة لن تكون نهائية, وفق ما تم تسريبه, فالموفد الفرنسي لن يأتي إلى لبنان في زيارة وداعية, فذلك ما تفصح عنه بعض المصادر الديبلوماسية الفرنسية في بيروت, التي تؤكّد وإن كان لودريان سيذهب إلى مدينة العلا السعودية الأثرية لتطويرها بتكليف من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون, لكنّه سيبقى متمسّك بالملف اللبناني, وسيعود بين فترة وأخرى إلى بيروت لاستكمال مهمّته”.

وماذا يحمل في جعبته؟ أجاب: “العين على لقاء قصر الإليزيه بين المسؤول في الأمانة العامة لمجلس الوزراء السعودي, المستشار نزار العلولا, والسفير السعودي في لبنان وليد بخاري إضافة إلى لودريان, والسفير باتريك دوريل, حيث عقد أكثر من لقاء في الساعات الماضية, ومعلوماتي ان السعودية سيكون لها دور بارز ومهمّ قريباً لاتفاق الطائف دون المس به, أي “ميني تسوية”, لإخراج لبنان من المعضلة الرئاسية, فهناك إصرار سعودي – فرنسي على إنتخاب الرئيس ولكن ضمن سلّة متكاملة, رئيس للجمهورية, ورئيس للحكومة, والشروع في الإصلاحات, وعندها يعقد مؤتمر للدول المانحة”.

وتابع, “لقاءات الإليزيه هي جد مهمّة على أكثر من صعيد, وسيأتي لودريان من خلال أجواء ما حصل في الإليزيه, وسننتظر تحرّك الموفد القطري باتجاه إيران, ولكن أؤكّد أن كل الإحتمالات واردة أمنياً, فالجمر تحت الرماد في المخيمات الفلسطينية, حيث هناك جزء من هذه الحرب له صلة بالمناورات السياسية ومن ضمنها الإستحقاق الرئاسي للمناورة دولياً للوصل إلى الإتفاق الأميركي – الإيراني, ما يعني أن لبنان لا زال ساحة ومنصّة لتلقّف كل ما يجري في المنطقة, وعلى الصعيد الدولي”.

وقال: “بصدد الاستحقاق الرئاسي والأسماء وحظوظ قائد الجيش جوزيف عون وسواه, هناك معلومات موثوقة تؤكد ان البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وخلال لقائه مع إحدى الكتل النيابية التي تعارض رئيس تيار المردة سليمان فرنجية, وقائد الجيش, قال لهم لدينا أسماء أخرى, “خلصونا بقى”, فهناك الوزير السابق زياد بارود, والدكتور حبيب الزغبي, إضافة إلى السفير اللبناني السابق في الفاتيكان العميد جورج خوري, فيجب أن نخرج من هذا المأزق”.

ولفت إلى “وجود سباقي دولي محوم ضمن اللقاء الخماسي, من أجل إنتخاب الرئيس, لكن السعودية تتصدّر طليعة هذا اللقاء, وخصوصاً ان ما جرى في الإليزيه مسألة يبنى عليها الكثير, إلى التواصل السعودي الأميركي, وأيضاً كل الخطوات القطرية منسّقة مع الرياض, ما يعني نحن أمام واقع جديد, فهناك حديث حول ما سيحصل قر يباً من خلال لقاء وزراء خارجية الدول اللقاء الخماسي, إلى إجتماعات على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة, خلال الشهر الجاري”.

وسأل العريضي: “هل أيلول ينقذ لبنان, أم ندخل في حرب مخيمات جديدة, وعندها على الدنيا السلام؟, فالبلد لا يتحمّل ضربة كف في ظل معاناة الناس, ونحن على أبواب إنفجار القطاع التربوي, في ظل عدم إكتراث الوزارة ومن خلفها, والحكومة لمطالب المعلّمين في القطاع الرسمي, والجامعة اللبنانية, فإما سنشهد نهاية قطاع التعليم الرسمي والمدارس الرسمية, وإما تحل هذه الأزمة, وإلا لا عام دراسي, والأمر عينه ينسحب على قطاعات طبية واجتماعية, وحذاري عن ما يجري في الغابات من قطع الأشجار لأن الناس بحاجة إلى التدفئة”.

وفي الختام, سأل العريضي: “هل ينتخب الرئيس ونخرج من هذه الازمات, بفعل ما سيترك من تداعيات إيجابية في حال شكّلت حكومة إختصاصيين وإصلاحية, وإلا مجدّدا أؤكّد لنترّقب وضع المخيّمات وأكثر من المخيمات, فكل الأمور مفتوحة على كافة الإحتمالات, فالأجهزة الأمنية ليس لديها أي قدرة بعد اليوم ان تمسك في الوضع, كما كان يحصل سابقاً على الرغم من ظروفها الصعبة لا زالت, وتحديداً الجيش اللبناني, يؤمّن الإستقرار الداخلي, لكن السؤال إلى متى؟ قبل الإنفجار الكبير”.