الملف الرئاسي “ما بهمني وما بيعنيني، ولم يبحثه أحد معي ولم أبحثه مع أحد”.
عبارة قالها قائد الجيش العماد جوزاف عون أمام نقابة الصحافة بالامس, ليثبت لهم زهده وتعففه عن كرسي بعبدا وليحاول إقناع كل من يعنيهم الأمر بأن لا علاقة له بكل من يردد إسمه في الصالونات السياسية والدولية كمرشح لرئاسة الجمهورية.
هذا الكلام يتناقض مع تصريحٍ سابق له امام صحافيين من نادي الصحافة قال فيه: “أنا اقبل التحدي في حال إستدعت المرحلة والظروف خدمة البلد والدفاع عنها” في ردٍ على سؤال عن احتمال ترشحه لرئاسة الجمهورية.
كلام عون بالامس كان ممكن أن يكون مقنعاً لولا عمليات الترويج المكثفة التي تقوم بها الحلقة الاعلامية الضيقة للقائد والتي تعمل ليلاً نهاراً على تظهيره بالمنقذ إن وصل الى بعبدا, ولا يمكن ايضاً اغفال أن شريحة كبيرة من النواب تدور في فلك ترشيحه.
وكلام القائد عون امام نقابة الصحافة غير مقنع, خصوصاً بعد إتباعِه اسلوب التسريب لخدمة ترشُحه إلى الرئاسة, مرة بعد لقائه كبير مستشاري الرئيس الأميركي آموس هوكشتاين وأخرى بعد لقائه رئيس كتلة الوفاء للمقاومة الحاج محمد رعد بوساطة من صهره.
ولا بد من التسليم ان من حق القائد الطبيعي ان يكون لديه طموحات سياسية لكن وجوده في قيادة الجيش يضرب مفهوم تكافؤ الفرص مع المرشحين الآخرين.
ومن الأجدى ان يقدم برنامجَه عن مستقبل لبنان من منظور رئاسي عبر حملة انتخابية يديرُها من أماكن غير رسمية.
وما حققته المؤسسة العسكرية في عهده تجعله يفتخر بانجازاته، وبالتالي يدفعه ذلك ليجاهر بطموحه السياسي بدون تردد، وخصوصاً ان العمل في الشأن العام لخدمة الناس من الموقع الاول امر غير مخجل بل على العكس يجب ان يفتخر به.
وبعد هذا الكلام, هل القائد يرغب اكثر من اي وقت الوصول الى سدة الرئاسة؟