ظاهرة “خطيرة” تتفاقم بحجّة “الأمن” في لبنان!

في ظل الأزمة الإقتصادية الخانقة التي تعصف في البلاد, والذي انعكست بشكل مباشر على مؤسسات وأجهرة الدولة اللبنانية, لوحظ في الآونة الأخيرة تنامي ظاهرة الأمن الرديف أو ما يسمّى بالأمن الذاتي, مع غض نظر المعنيين عن هذا الأمر.

وآخر فصول هذا المسلسل الجديد, ما حصل في منطقة حوش الأمراء منذ يومين, حيث انتشرت صورٌ لشاب إشتُبه بمحاولته سرقة سيارة, فقام شبان الحي بتكبيله وربطه بالعامود الكهربائي وتوزيع صورته, والأمر الذي استفز الكثير من اللبنانيين, على اعتبار أن القوى الأمنية عندما تلقي القبض على أي مشتبه به لا تقوم بالتشهير فيه.

ولا يمكن لنا أن ننسى مجموعة جنود الرب, الذي توسّعت بشكل كبير, مبررة توسعها بحماية المناطق المسيحية من عصابات القتل والسرقة, مع تراجع نشاط القوى الأمنية, بحسب قولهم في ظل الظروف الراهنة, حيث اعتدوا مؤخراً على ملهى ليلي في منطقة مار مخايل، بحجّة التروبج للمثلية الجنسية.

وجرى الحديث مساء أمس الخميس, عن توقيف عصابة من خمس أشخاص بمحاولة سرقة من شبان المحلة في منطقة الصيفي.

الأمن الذاتي الذي يتمدّد اليوم سبق أن اعتمد في بعض المناطق منذ فترة, إن كان في الضاحية الجنوبية أو طريق الجديدة, ليتبيّن أن الأمن الرديف بات واقعاً في ظل ما يشهده إنكفاء الأجهزة الأمنية عن تغطية الأمن في سائر المناطق, لا سيّما مع ارتفاع عدد السكان إن من المواطنين أو النازحين.

مصادر أمنية, أكّدت لـ “ليبانون ديبايت” أن الظاهرة ليست بجديدة, إلا أنها تفاقمت في الآونة الأخيرة في ظل غياب المحاسبة, فلجأ بعض المواطنين إلى ما يسمّى بالأمن الرديف, بحجة حماية مناطقهم من عصابات القتل والسرقة, وللأسف كل هذا وسط غياب المعنيين للحد من هذه الظاهرة”.

وتوقّعت المصادر, أنه “في حال استمر الوضع على ما هو عليه, ومع تراجع عمل القضاء والأجهزة الأمنية, الظاهرة قد تتفاقم أكثر”.

وتعليقاً على هذه الظاهرة رأت الأخصائية النفسية والإجتماعية لانا قصقص, أن “السبب الأول لتفاقم ظاهرة الأمن الذاتي, هو أن الأحزاب السياسية خلقت نوع من عدم الأمان والثقة بالدولة اللبنانية, حيث بات المواطن يشعر أنه بحاجة إلى حماية نفسه, أو الإعتماد على الأحزاب, كي يبقوا في أمان”.

وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت” قالت قصقص: “نشهد اليوم إرتفاعاً ملحوظاً في معدّلات الجريمة في لبنان, وبالتالي المواطن يصبح لديه دافع, للقيام باجراءات حماية ذاتية لنفسهم, ولعائلتهم, ولمنازلهم وأموالهم”.

وشدّدت على أن “إنعدام الثقافة,يفرض على بعض الأشخاص, أن يلجأوا إلى الحماية الذاتية للدفاع عن أنفسهم, أكثر من الإعتماد على أجهزة الدولة, مع العلم أن القوى الأمنية تتجاوب في كثير من الأحيان رغم الظروف الصعبة, وذلك برأيي قصص, يعود إلى اللاوعي الجماعية الذي خلقتها الاحزاب”.