يخشى المحلّل السياسي وجدي العريضي, من أن “استهداف السفارة الأميركية في بيروت, مؤشراً لعودة حقبة الثمانينات يوم جرى تدمير السفارة الأميركية في عين المريسة, ومن ثم كرّ مسلسل الإعتداءات على السفارات وقُتل أكثر من ديبلوماسي غربي في تلك المرحلة”.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت” يقول العريضي: “لا أتوقّع أن نصل إلى هذا الأمر, ولكن ما يجري اليوم أن لبنان عاد ساحة ومنصّة لتوجيه الرسائل لهذه الدولة وتلك من الأراضي اللبنانية, على خلفيات إقليمية وفي محاولات بإطار إعادة هيكلة المنطقة والتحولات والمتغيرات”.
ويضيف, “لهذه الغاية, لبنان اليوم دولة مارقة, وبالمحصّلة لا يوجد أي دولة أو وطن بل مجموعات من الشعوب تعيش على هذا البلد, هناك أكثر من مليوني نازح سوري, و700 ألف لاجئ فلسيطيني, إضافة إلى منظمات إرهابية وسواها, فالبلد مليئ بالتنظيمات والأصوليين, والسؤال متى يأتي الإنفجار؟.
ويرى أن “لا حرب أهلية بين اللبنانيين, لأن الأحزاب فشلت, ودجّلت, سرقت وارتكبت, فلا أحزاب ولا من يحزنون, ولهذا الغاية لا أرى أن هناك من حرب أهلية, ولكن ربّما اغتيالات وانفجارات وقتل, وقطاع طرق وانتحار, وأمور كثيرة قد تحصل في أي توقيت, في ظل هذا الفلتان”.
أما فيما يتعلّق بالحراك السياسي والديبلوماسي, يعتبر العريضي, أن “لا رئيس في هذه المرحلة, وقد ينتخب في أي توقيت بحال جاءت اللحظة الدولية والإقليمية لانتخاب رئيس وقبل ان يُقلع لبنان من أساسه في ظل هذه الظروف الصعبة, وغياب الدولة, لا رئيس, ولا حكومة ولا مجلس نيابي, إنّما هناك زحمة ديبلوماسية اليوم… لننتظر”.
ويشير إلى أن “هناك كلمة مفصلية غداً, للسفير السعودي في لبنان وليد البخاري في العيد الوطني للمملكة, ودلالة مكان الإحتفال في وسط بيروت, للتأكيد على تجمّع وتلاقي اللبنانيين, وسيحدّد البخاري عناوين أساسية, التمسك بالطائف, ومن ثم التأكيد بأن المملكة لن تتخلّى عن لبنان إلى عنوانين أخرى, وسيكون هناك حشد كبير, فالدور السعودي أساسي ومفصلي في لبنان والمنطقة”.
وعن الحملات التي تتعرّض لها المملكة من قبل بعض المرجعيات السياسية وسواهم؟ يرى العريضي, ذلك يصبّ في خانة قلّة الوفاء والضمير, ولمصالح سياسية ومكاسب آنية, إنّما ذلك أمرٌ مستهجن من قبل هؤلاء الذين لا يقدّرون الوفاء, وهذه أساليبهم السياسية المعروفة, فهذه المنظومة مجتمعة, متوافقة على بقاء لبنان, دولة أشلاء, لا وطن يفتخر به الأبناء والأحفاد”.
من هو الرئيس المنتظر؟ يجيب العريضي: “هناك أكثر من خارطة طريق, بداية الموفد القطري يحمل اكثر من اسم, وربّما اسمين, ومنهم قائد الجيش العماد جوزاف عون, كعنوان ومرشّح أساسي, ولكن في الساعات الماضية إرتفع منسوب الخيار الثالث أي ما قاله البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أمام بعض النواب, فقال لهم: لا تريدون قائد الجيش, ولا تريدون رئيس تيار المردة سليمان فرنجية, فماذا تريدون؟”.
وأكّد أن “هناك أسماء سمّاها الراعي, وقالها للموفد الفرنسي, وهي قريبة ومتناغمة مع لائحة النائب غسان سكاف, الذي جلى بها على مرجعيات سياسية, وأمام بعض السفراء, الوزير السابق زياد بارود, والرئيس الفخري لخريجي جامعة هارفارد Harvard الدكتور حبيب الزغبي, وهو من خارج المنظومة السياسية, فيما يبقى إسم الوزير السابق المحامي ناجي البستاني من البارزين المطروحين على عل غير مستوى وصعيدو وتم التداول به في الآونة الأخيرة بشكل قوي جدا”.
وتطرّق إلى التواصل بين حزب الله والتيار الوطني الحر, كاشفاً عن لقاء قريب سيعقد بينهما, ولكن رئيس التيار النائب جبران باسيل بارعٌ في المناورات السياسىية, واستطاع تدوير الزوايا, مع الحلفاء والخصوم والأصدقاء, إنّما أقولها بكل وضوح, لا رئيس قبل ان تنتضج التسوية, وربّما يحتاج ذلك إلى أكثر من حادث إطلاق نار على هذه السفارة وتلك, أو إنفجار هنا وهناك, وربّما إعادة تسخين مخيّم عين الحلوة, فعندها يكون هناك شعور بأن الرئيس سيأتي على الحامي”.
ويخلص العريضي, بالقول: “هناك إجراءات وتدابير أمنية اتخذت من بعض النواب, وسحبوا سياراتهم المصفحّة من الكراجات, وذلك قبل إطلاق النار على السفارة الأميركية, إضافة إلى أن بعض السفرات والديبلوماسيين اتخذوا إجراءات حازمة في تنقّلاتهم وتحرّكاتهم, ما يعيدنا إلى حقبات سابقة, ومراحل شهدت استهدافات لسفراء أجانب وغربيين وسواهم, والآن نحن نترقّب وننتظر أي لبنان على كوع الإنتظار, فإمّا الرئيس وإما الإنفراج, وإما الإنفجار”.